كيف انسى زميلتي الفاضلة نسمة عطرة ماحدث لمدينتي ؟

فانا بورسعيدي بالمناسبة ، واعرف تفاصبل تلك الحادثة التي احيطت عن عمد بالكثير من الغموض ، وذلك عن طريق بعض شهود العيان واقارب وجيران الضحية المسكينة الذي لم يكتفوا بقتله وتشريد زوجته وبناته الاربعة ، بل عاقبوا المدينة علي فعل لم ترتكبه لكي يؤكدوا ثبوت اتهامهم الباطل ، حتي خرجت فيها المظاهرات ذات يوم تهتف (يامبارك قول الحق .. العربي ضربك والا لاء ؟) فما كان من السلطه الا انها نكلت بالمتظاهرين ابشع تنكيل في معسكرات الامن المركزي وخلف اسوار المعتقلات
فلقد كان من عادة اهالي بورسعيد ان تتقدم بتظلماتها و شكاواها الي عبد الناصر بشخصة يدا بيد ، وكانت اول من اتبعت ذلك التقليد والدة الشهيد حسن حموده عندما اعتقل ابنها الدكتور نصر حموده – الجيولوجي و عالم المواد النوويه و الكاتب المعروف في اقتصاديات البترول رحمه الله والذي كان صديقا لي وصديفا لوالدي من قبلي ، واعتقل ضمن من اعتقلوا من اليساريين اواخر الخمسينيات – تقدمت يومها ام الدكتور نصر من موكب عبد الناصر ، فحاول الحرس منعها ، لولا انها هتفت بانها ام لشهيد ، فاشار لهم عبد الناصر ان يتركوها تمر ، فسلمت له شكواها ، وبالفعل تم الافراج عن الدكتور نصر حموده بعدها بايام ، واصبح الناس من يومها يتقدمون الي موكب عبد الناصر حين يأتي لبورسعيد في 23 ديسمبر من كل عام ، ليسلموه شكاواهم ، ولم يدرك العربي ان الزمن قد تغير ، وان مبارك لا يشبه عبد الناصر ، واراد ذلك الغبي ( العربي ) – وكل من يعرفه كان يعرف انه غبي – اراد ان يقتحم الموكب ليسلم شكواه الي مبارك ، فما كان من حرس الرئاسه الا ان اطلق عليه عشرات الاعيرة النارية علي الفور
حدثت تلك الحادثة قبيل الاستفتاء علي رئاسة مبارك بأسبوع ، وتحديدا يوم 6 سبتمبر 1999 ، فهل كان من الممكن وقتها الاعتراف بارتكاب تلك الجريمة ، او حتى اعتبار ما حدث قتل عن طريق الخطأ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كلا بالطبع .
وبعدها شاهد اهالي بورسعيد البلدوزرات الضخمه تساندها شرطة المرافق وهي تجوب شوارع بورسعيد محطمة كل ما يقابلها من محلات ومتاجر بحجة مخالفة خطط التنظيم !!! ولا زال محل حلواني فشور بشارع التلاتيني شاهدا علي ذلك الخراب بعدما رفض صاحبه ان يرممه مرة اخري وفضل ابقائه علي حاله شاهدا علي ماجرى !

وذلك لا يختلف كثيرا عما جرى لاهالي سيناء من عقاب جماعي بعد تفجيرات شرم الشيخ ، والذي هو في حد ذاته كارثة من الممكن ان تهدد رابطة الوطنية التي تجمع بين بدو سيناء وسكان وادي النيل ... كارثة عظمى لو تعلمون !

ولك تحياتي


[SIZE=x-small]وبالمناسبة
فان الايقونه التي اضعها هي علم مدينة بوسعيد وليست شارة يساريه كم يظنها البعض !