عزيزي "أبانوب"،

أعذرني يا صديقي لأنني أطرح هنا ما قد يبدو لك اعتداء صارخ وفادح على الكتاب المقدس.

لكنك لو تأملت قليلا فيما أقول وحاولت تفهمه، لوجدت أنني أومن بالله الذي ظهر لنا من خلال ابنه وكلمته المتجسد يسوع المسيح، ذلك الإله الذي لم يستطع أن يمنع عن ابنه الذبح على الصليب، لأنه إله محبة تامة غير منقوصة.

هذا المسيح ، لم يتنكر للعهد القديم، إذن فهو من الله موحى، لكنه تنكر للكثير من التعاليم الواردة فيه ، وللكثير مما جاء به موسى، إذن، فليس كله وحيا إلهيا، بل فيه أيضا تفاعلات المؤمنين وردود فعلهم إزاء كلمة الله المعلنة. فهل يصح أن نقول أن الكتاب المقدس "أحداثا تاريخية 100%؟!

كيف يكون الله قد أعطى لموسى أن يشرع الطلاق ويجيزه، وهذه حقيقة تاريخية 100%، ثم نجد يسوع المسيح يعلن أن الله لم يرد ذلك، وأن هذا تشريع من موسى بسبب غلاظة قلوب الناس؟!

فما هي الحقيقة التاريخية الموحى بها 100%؟!

أهي وحدانية الزواج وعدم جواز الطلاق أم أنها جواز الطلاق؟!

هذا تناقض لا يمكن القبول به، خاصة أن المسيح يسوع نفسه يعترف به ويرفضه بدوره.

كلام بولس لا يتعارض بتاتا مع ما أقول به أنا (أو بالأحرى الكنيسة الكاثوليكية)، فالكتاب المقدس، من أول حرف في العهد القديم وحتى آخر حرف في العهد الجديد، هو نافع للوعظ والإرشاد وغيره. وهو أيضا موحى، أي أنه دون بوحي إلهي. ولكن هذا لا يعني أن كل ما فيه هو كلام إلهي. وأنت أدرى بما أقول.

يمكنك أن تعلن أن "ابن العرب" يتبع هرطقة، فأنت حر فيما تذهب إليه. فأنا لا أتوقع أن تعاملنا الكنيسة القبطية خيرا مما تعاملنا به الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية. لكنني لن أعلن أبدا أن أبناء الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية أو القبطية هم هراطقة، وذلك لأننني أعرف تماما أنهم إخوة لي في الإيمان بيسوع المسيح ، وأنهم يؤمنون بما أومن به تماما، وما الاختلاف إلا في أمور بسيطة لا تمت للعقيدة بصلة، ولا بد أن نتوصل يوما إلى فهم أحدنا الآخر بصورة أفضل.

تحياتي القلبية