الاسباب الاسطورية لكراهية الاديان للخنزير وتحريم اكله واعتباره نجسا
يا سيدي, أنا أتحدث من منطلق إسلامي, و هو منطلق يتعامل مع العلم و البحث العلمي لربطها بالحلال و الحرام و الفقه. إن كنت تتحدث عن "روحانيات" فنحن لن نحمل هذا الكلام الكثير من الأهمية, لأن الإسلام لا يعتد بالروحانيات الصوفية كثيرا, و كل تحريماته أتت من واقع عملي و علمي و مضار حقيقية بالمجتمع. الإستمناء مسألة فقهية مثلا, إذ تكون حراما بحال إدمانها, أما إستعمالها لدفع الضرر الأكبر فهي ليست كذلك. لبس الحرير للرجال غير محرم بالمناسبة, بل "مكروه", إذ أن الحرير شديد الرقة, و نفسية الرجل تحتاج للصلابة العقلانية بخضم الحياة العملية. الذهب ليس حراما أيضا, لكنه يعكس مفهوم أنثوي على الرجل بمجتمع يؤمن حقا أن إرتداء الحلية الذهبية للنساء.
و قولك "أن التحريم و التحليل هي قضايا دينية", إنما هي مقولة تعكس فهم منقوص للدين. لأن القضية لا ترتبط بإيمانيات فقط, بل بنهج حياتي متكامل يعنى باللبس و التحدث و التصرف و الأكل طبعا.
هذه ليس مواضيعنا حقا, فقد يأتي آخر برأي منفصل تماما, لأانها مسائل فقهية بحتة. أنا أتحدث عن "آلية التحريم" الغريبة عند المسيحية, التي تتحدث "روحانيات" ليس إلا, و بالتالي هي منقطعة عن الحياة العملية و الإجتماعية, و هذا ما أنتقدته. السؤال هو: من أين يأتي التحريم؟ لو قلنا أنه يأتي من هذي الروحانيات, و أن هناك أشياء قذرة لذاتها لا لنتائجها, فهذا حقيقة إنعكاس واضح للفلسفة الأفلاطونية على المسيحية, أما لو قلنا أن الحرمة تأتي من عملية محددة تحدث أضرارا نفسية أو إجتماعية أو روحية أو إنسانية, أو كلها مجتمعة, فعندها تكون الحرمة ذات صلة بالبحث العلمي و التفكير المنطقي.
مثال:
الخمر مضر بالصحة و له نتائج سلبية بالمجتمع, و ما من مجتمع يتعاطى الخمور بسالم من مآسيه. و من هنا نعرف أن الخمر ضار, لا بل يمكننا أستخدام المنطق القياسي (و هو المستخدم بالفقه الإسلامي عادة) للتوصل للحرمة:
- الخمر ضار
- كل ضار ممنوع
- يمنع شرب الخمر (نتيجة كبرى)
لكن عندما نقول: الخمر ضار لأنه ضد الروحانية, و الخمر مشؤوم لأنه يرمز لدماء الشيطان... فحقيقة: من سيشتري هذا الكلام؟
شخصيا, لن أفعل.
تحية
|