* الرسالة الرابعة:
------------

تنفست الصعداء..رغم أنني لم أرك. لو رأيتك كانت الصعداء هي ذاتها التي تنفست.
كنت أجلس إلى مكتبي أناظر علبة سجائرك المفضلةأمامي الخالية إلا من سيجارة واحدة ، حين جاءني منك خبر ما ..خبر أشبه بغيمة لا هي ماطرة ولا هي منقشعة،كما أن الخبريتحدث عن إنشغال وخلوة مع النفس (!)
ذات مساء ضممتني بقوة إلى صدرك،همست لي بأن المتيم مثلك حين تضيق به الدنيا يلوذ بصدر حبيبته،يشكو لها وحدها عجلات الزمن إذا داسته.. فماالذي استجد ؟
كأنك الآن ذاك الراعي في قصةقديمة كتبتها، نأى متخفيا في القرية عن محبوبته ،مختبرا قدرته على فراقها.كان حظها طيبا،تمر كل ظهيرة تعب الماء من بئر مجاورة له فيلمحها ويتأجج شوقه. من أين لي بئر ماء أمر به فينجيني من عطش الإنتظار؟
أنت في إجازةعسكرية القسوة!
من يقنع إمرأة الرجل العظيم المجنون الفوضوي الإنفعالي أنه يمكن أن يأخذأياما بما فيها من ساعات ودقائق وثواني في تقرير مصير قلبه ورشاش مدفعه؟! إن الغيمة لاتراجع حساباتها حين تنوي أن تمطر، ولا يلتقط وابلهاالأنفاس.لكن المرأة التي غادرت في ساعة مراهقتها-قبل أيام-كل غرور أنثوي عليها أن تكبر وتلزم الصمت!!!
إنما..ونحن على قارعة الإنتظار، هلاَ شربتني وتنفستني كما لو كنت أناآخر سيجارة ؟!


* ملاحظة:
هناك رسالة خامسة -الليلة- يليهاتقرير بتحركاتي، فلاتمضي إلى مهجعك قبل قراءتها.


صباح 18/6/2002 :h: