تحياتي يا جماعة :cool:

ختيار رمضان كريم (f)

دعونا نرى ماذا حضر لنا الختيار في جعبته....

قصة خروج إبليس من الجنة و وسوسته لآدم و حواء عليهما السلام و القصة مشهورة و فيها أقوال متعددة في معظمها تآويل و إسرائيليات و منها المثال:
أن إبليس دخل الجنة في فم حية و قام بما قام، و من ذلك نجد استنتاج الكثيرين بأن الحية كانت من ذوي الأرجل فمسخها الله فصارت كما نعرفها...

عموما هذه إسرائيليات و كما اتفق عليه من قبل في هذا الحوار فالإسرائيليات لن نأخذ بها بغض النظر عن روايتها...

نأتي إلى زعم الختيار حيث يستفسر بالتالي:

اقتباس:كيف تمكن إبليس من الوسوسة لهما بعد أن تم طرده بعد رفضه السجود لآدم ؟؟؟؟

و كيف يصح أن يخرج إبليس مرتين من الجنة ؟؟؟؟

هذا يعني وجود دخول بينهما ، فكيف حدث هذا الدخول ؟؟

هل تسلل إبليس إلى الجنة من وراء علم الله العليم الحكيم ؟؟

أم أنه تلكأ في تنفيذ مشيئة الله الذي أمره بالخروج بصيغة آمرة قاطعة من نوع "كن فيكون" حين قال "أخرج منها مذؤوماً مدحورا" ؟؟؟؟

ثم يعلق باستنتاج من قرائته للنص بالتالي:

اقتباس:وقعت قصة آدم و إبليس في تناقضات ضمن السورة الواحدة (الأعراف) و تناقضات ضمن سور مختلفة (ص و الحجر و الإسراء) من جهة و (البقرة و طه) من جهة أخرى .

و يكمن هذا التناقض في حدوث خروجين لإبليس من الجنة ، مما يعني أنه حدث دخول له بين الخروجين ، و هذا الدخول لا يمكن أن يتم لأن أمر الخروج الأول هو أمر إلهي لا يمكن أن يحدث تلكؤ في تنفيذه ، ناهيك عن عدم نفاذ المشيئة ببقاء إبليس في الجنة ليخرج مع آدم و زوجته في الخروج الثاني . فهذا كله يتناقض مع صورة الله الذي يرسمها لنا القرآن و التي تتكلم عن نفاذ مشيئته الفورية و حكمته و علمه بكل شيء .

الآن قد يتوارد السؤال التالي عند البعض: "كيف الله الذي يرى كل شيء و يعرف كل أن لا يعرف بدخول إبليس بعد طرده، و كيف استطاع إبليس أن يتحايل على الله؟"....

سؤال منطقي لكن دعونا نستعرض ما عندنا من كلام، كالتالي:
أولا: إذا أردنا أن نقرأ القرآن الكريم كما يقرأه الزميل الختيار فأنا أيضا لدي ما أقول....

يعني الله طرد إبليس من الجنة في تلك اللحظة فقط حيث كانا يتحدثان فغضب الله من إبليس و طرده من وجهه.

ثانيا: أن نستعرض المنطق من الأحداث، فنقول أن الله فعلا كان قد طرد إبليس من الجنة قبل حادثة الشجرة، لكن إبليس كان قد رجع إلى الجنة و وسوس لآدم و حواء ...

الآن أنا أقول هنا أن الله كان على علم بدخول إبليس الجنة لكنه سمح له بالدخول و الوسوسة و ليس في ذلك تناقض مع قول الله تعالى فلو أراد الله أن يمنعه من دخول الجنة لمنعه كما أراد فهو منعه بعد حادثة الأكل من الشجرة إلى يومنا هذا و إلى يوم الدين ... و ما تسلسل الأحداث إلا لأن الله تعالى أراد بحكمته أن يجعل سببا لترك آدم و حواء عليهما السلام لنعيم الجنة و نزولهم إلى الأرض...

عموما هذا التأويل قد يرد عليه بالكثير...

ثالثا: و هو الأهم، الختيار افترض المراحل فقسمهما إلى مرحلتين:
1) طرد إبليس من الجنة
2) حادثة الأكل من الشجرة و إنزال آدم و حواء إلى الأرض

طيب يا ختيار كيف أتيت بهذا التسلسل؟

النص الذي لدينا و الترتيب الذي فيه هو ترتيب إخباري لا ترتيب في الحكم و لا يشترط أن يكون الترتيب الإخباري مطابقا للترتيب في الحكم...

إذن القول هو التالي:
إبليس كان غيرانا من آدم و حواء فكرههما، و نتيجة لهذا الحقد وسوس لهما (قبل حادثة الطرد) فأكلا من الشجرة، فغضب الله من آدم و حواء و قبل أن ينزلهما إلى الأرض أمر الملائكة و إبليس أن يسجدوا لهما فرفض إبليس السجود و بدأ يتوعد و يطلق الوعود بإغواء بني آدم فطرده الله تعالى من الجنة...

إذا لدينا أيضا هنا مرحلتان:
[SIZE=5]المرحلة الأولى:
وسوسة إبليس لآدم و حواء عليهما السلام، و إغوائهما بالأكل من الشجرة التي أمرهما الله تعالى بعدم الاقتراب منها. ثم حدوث الحداثة و غضب الله.

[SIZE=6]المرحلة الثانية:
أمر الله تعالى للملائكة و إبليس بالسجود لآدم عليه السلام و رفض إبليس و وعيده لآدم و ذريته، و بالتالي غضب الله تعالى عليه و طرده من الجنة بالإضافة إلى نزول آدم و حواء إلى الأرض...

و كل عام و أنتم بخير جميعا (f)