بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..

معذرة عزيزي الفاضل اسحق .. و لكن النص الثاني الذي أتيت أنت به لا يعبر عن غير المسيحيين .. و هذا الإعتقاد نابع من النص نفسة ..

28لا تَعجَبوا مِن هذا فتَأتي ساعةٌ فيها يَسمَعُ صوتَه جَميعُ الَّذينَ في القُبور 29فيَخُرجونَ مِنها أَمَّا الَّذينَ عَمِلوا الصَّالحات فيَقومون لِلحيَاة وأَمَّا الَّذينَ عَمِلوا السَّيِّئات فيقومونَ للقضاء.

فالنص يتكلم عن العموم .. و لم يحدد منها غير المسيحيين ..

كما أنك لو جمعت نصوص أخرى لوجدت الأمر قد أتضح عندك ..

فمثلًا تجد في متى 5 / 20 مخاطبًا التلاميذ و الذين يؤمنون به ..

20 ((فإِنِّي أَقولُ لكم: إِن لم يَزِدْ بِرُّكُم على بِرِّ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّين، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّموات.

و يعقبها بالعديد من الوصايا ..

بل و يقول أن من قال لأخية يا جاهل فهو يستوجب نار جهنم .. !

و هناك نص في يعقوب يؤكد أن المسيحيين لا يخلصون بالإيمان فقط ..

إليك هذا النص ..

14ماذا يَنفَعُ الإنسانَ، يا إخوَتي، أنْ يَدَّعيَ الإيمانَ مِنْ غَيرِ أعمالٍ؟ أيَقدِرُ هذا الإيمانُ أنْ يُخلِّصَه؟ 15فلَو كانَ فيكُم أخٌ عُريانٌ أو أُختٌ عُريانةٌ لا قوتَ لهُما، 16فماذا يَنفَعُ قَولُكُم لهُما: ((إِذهَبا بِسَلامٍ! استَدفِئا واشبَعا))، إذا كُنتُم لا تُعطونَهُما شيئًا مِمّا يَحتاجُ إلَيهِ الجَسَدُ؟ 17وكذلِكَ الإيمانُ، فهوَ بِغيرِ الأعمالِ يكونُ في حَدِّ ذاتِهِ مَيتًا.

و نجد أن بطرس في سفر الأعمال يبرهن على تلك الحقيقة في قوله في الإصحاح 10 / 34 ..

34فقالَ بُطرُسُ: ((أرى أنَّ اللهَ في الحَقيقةِ لا يُفَضِّلُ أحدًا على أحدٍ، 35فمَنْ خافَهُ مِنْ أيَّةِ أُمَّةٍ كانَت وعَمِلَ الخيرَ كانَ مَقبولاً عِندَهُ.36 والكَلِمَةُ الَّذي أَرسَلَه إِلى بني إِسرائيلَ مُبَشِّرًا لسَّلامِ عن يَدِ يسوعَ المَسيح

فهو هنا طبعًا يتكلم عن المؤمنين من أي أمة قبل مجئ المسيح عليه الصلاة و السلام .. بما فيها بني اسرائيل الذين أرسل إليهم المسيح عليه الصلاة و السلام ..

و بذلك فأن الجميع سيقفون أمام الدينونة .. و هذا ينبأك بمدى اختلاف أقوال بولس عن أقوال المسيح عليه الصلاة و السلام و من تبعة ..

كما أنه من الغريب أن نقول أن من لا يؤمنون بالمسيح سيحاكمون بالحسنات و السيئات !! .. فلماذا أصلًا صلب المسيح ( حسب الإعتقاد النصراني ) إن كان الأمر فيه تفضيل بين الحسنات و السيئات !! .. فالإعتقاد النصراني يقول أن الخطية غير محدودة لأنها موجهة لذات الله سبحانه و تعالى الغير محدود .. و ثمن الخطية الموت .. لذا فيجب أن تكون الكفارة غير محدودة و هي اللاهوت إستنادًا إلى مفهوم العدل و الرحمة ( المتناقضتين !!! ) عند النصارى !! .. فلماذا سيحاكمون إذًا بالحسنات و السيئات إن كانت الخطية غير محدودة ؟!!.. لا أظن أبدًا أن الإله يعبث .. و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ..

ثم إذا سلمنا بذلك ..

فلماذا يا سيد اسحق نساوي من لم يؤمن بصلب المسيح و عمل كل ما يقوله المسيح من بر و تقوى و أصلح من حوله دون قصد ..

و لا يحاكم الذي آمن بالمسيح عليه الصلاة و السلام و بأنه صلب .. و من الممكن أن يكون سفاحًا و كتلة من سوء الخلق و الضرر للبشرية ؟؟!!

فهل هذا عدل الله سبحانه و تعالى ...

و بعد ....

لماذا صلب المسيح إذًا ؟؟!

و شكرًا .....