كان حاسسني قلبي

من أول ما قرأت موضوع العزيز العلماني شعرت أنه سيحدث الكثير من البلبة.

المال عندما يدخل بين الأخ و أخيه يفصل بينهما فكيف عندما يدخل بين عشرات البشر الذين لا تربطهم أي رابطة فيزيائية. بل تفرقهم أفكارهم المتناقضة و بلادهم المنتشرة ببقاع الأرض.


من اسس النادي و من صرف عليه منذ تأسيسه قام بذلك بشكل طوعي، لم يجبره أحد عليه. و لا أعتقد أنه دفع له لقاء أي مقابل .

عندما تعرفت على هذا النادي جذبتني مساحة الحرية بالتعبير هذه التي لم أرى لها مثيل بمكان آخر, بالبداية كنت أخشى من أن تكون جهة ما تموّل هذا الموقع لآغراض بنفس يعقوب. و لكن بالي أرتاح عندما عرفت أنه حر من أي أرتباط بأي حزب أو دولة أو مؤسسة أستخباراتية.

لا أعتقد أنني قد أنغشيت بسماجة.

تعرفت على العديد من المنتديات، و ندمت لذهابي أليها, لأني شعرت بأن هذه المنتديات أما أن تقصد الربح ـ هذا حقهم ـ أو تريد ترويج مجموعة من الأفكار.

بعد السنوات العديدة من زيارتي لهذا الموقع لم أرى سوى أن الباب مفتوح على مصراعيه لجميع الأفكار.

لا أريد التمجيد و لا التمسح بالإدارة، و لكن هذا رأيي الشخصي، و الحق يقال.

ربما رأى العديدين أن حقهم قد هضم بهذا الموقع. و العديدين رحلوا غاضبين. منهم من عاد و منهم من لم نعد نراه,,,

و لكن هذا طبيعي.... فإرضاء جميــــــــــــــع البشر أمر مستحيل. و لا بد بالنهاية من استقصاء البعض لسبب أو لآخر، بحق أو بغير حق.. و هذه الأستقصاءات كانت ضرورية لبقاء النادي... و هذه الاستقصاءات ،،، و أيضا برأيي الشخصي كان لا بد منها لأن طريق الاصلاح بهذه الحالات وصل لدرب مسدود.


بالنهاية ما أريد أن أصل أليه... أريد أن يطمئن كل من ينشغل باله، و كل من لا يملك الإمكانية المالية، أن الإدارة لن تطالبه بالدفع و لا يمكنها بأي شكل من الأشكال أجبار أحد على الدفع.

أفهم الفكرة المطروحة من العلماني، فهو يقول أننا ندير هذا النادي و نصرف عليه. فتحناه للجميع. و اليوم نقترح من الجميع أن يكون لهم دور بتقرير طريقة سيرانه.

ربما لم تدرك الإدارة كيف يمكنها أن تتعامل مع هذه البادرة. و ربما طرح العلماني هو تعبير عن ردة فعل عفوية من شخص يستقبل البشر بداره منذ سنوات اليوم يعطيهم الحق بتقرير كيف ستسير أمور هذه الدار، من سيدخلها و من سنخرج منها و كيف سنطلي جدرانها. و لكنه بالأخير يريد أن يذّكر الضيف بأن الدار تبقى ملك هذا الشخص.

لا أرى بطرح العلماني أي منية و لا أي أستجداء و لا طلب صدقة.

و أنما طرحه، و الذي جاء هنا بشكل سؤال، هدفه التذكير بأن للدار مالك. حتى و لو أعطى هذا المالك للضيف حق أتخاذ القرار بأمور هذه الدار...


و لآن جوابي على سؤالك يا سندي و يا سند هذا النادي. أن تمويل النادي منذ أنشاءه كان طوعيا. و عليه أن يبقى كذلك.

لا...... لا أرى أن على البرلمان أن يشارك بتكاليف النادي.

مع أنشاء البرلمان على هذا التمويل أن يصبح أكثر شفافية. و أن يصبح مفتوح لكل قادر على ذلك.

البرلمان طريقة رائدة ليتعلم العرب على الديموقراطية. علينا الاستمرار بها. و الديموقراطية الحقيقة تتطلب الشفافية التامة.

حتى و لو كلفتنا بعض المال و الكثير من الوقت و الأحرف.. كل بما يستطيع عليه. هنا سيكون النادي للجميع.

البلد الذي أعيش به يطلب من كل مرشح أن يعلن عن ثروته. و من كل حزب أن يعلن عن طرق تمويله.

فمن الطبيعي، كسير على هذا الطريق الديموقراطي أن يعرف المشاركين كيف يتم تمويل هذا النادي. و هذا لا يلزم فضح جميع المشاركين بالتمويل الذين لا يريدون ذكر أنفسهم.

بما يخصني أفضل أن يمّون هذا النادي من بإمكانه تقديم العون، و هذا يشمل العون المادي و المعنوي و اللوجستيكي, و هذا أفضل لنا جميعا من التبعية لأي جهة أجنبية أو غريبة تريد أستبدادنا بمنحنا هذه المساحة لنعبر عن أفكارنا بحرية.


رجائي من الـ "الحانقين" على طرح العلماني أن يعيدوا تفكيرهم بالأمر بموضوعية. و لنتابع هذه التجربة الرائدة التي بدأناها.

رجأً... لا تخربوا ما بنيناه من أربع سنوات.
يدا بيد...
مع ودي و محبتي.

محمد السوري، اسم مستعار