اقتباس:أوليس في ذلك نوع من القسوة ؟  

أن تتركنا أسارى ذلك النوع من الاعتقاد المخالف - على حد زعمك - لمبادئ العقل ..  

دعنا نقتبس من النور المزعوم يا رجل .. !

الأستاذ حسام:
تحية مجددة..

ألاحظ أننا نفكر بطريقتين مختلفتين في موضوع الدين و التحول العقائدي.. أنت مصر أن هناك دليل و أنا أقول أنه ببساطة لا يوجد دليل. ضع في الاعتبار أننا نتحدث عن حقب سحيقة.. لا أحد فينا رأى القرآن و هو ينزل منجما من السماء و لا أحد فينا رأى الإنجيل سواء كان سليم أو محرف، بحسب مرجعيتك الاعتقادية أو مرجعة فلان آخر.. لم ير أحد منا هذا. نحن نقرأ في نصوص وصلتنا من جيل لجيل و أصحابها يقولون أنهم تلقوها مباشرة من الله و لما نسأل عن كيفية وصولها مباشرة من الله تبدأ الأجوبة تأخذ بعد ميتافيزيقي ضبابي هلامي إثيري إلخ. لذلك، و لأجل هذا، أخي العزيز، لا أقتنع بوجود شيء اسمه evidence. المسيحي يقول إنه إنجيله جاء إليه بوحي الروح القدس.. هل يقدر أن يشرح لنا هذه الآلية بشكل مادي؟ و المسلم يقول إنه جاء جبريل إلى محمد بوحي القرآن. هل يقدر أن يشرح لنا كيف تم التلقين و التنزيل بشكل مادي نخضعه للبحث التجريبي المعملي؟ الجواب: لا يوجد. نقبل ما جاء به النبي محمد أو المسيح بناء على إيمان صرف. عندما تؤمن أنت تبتغي إيمان يدفعك لحياة كلها أمل و رجاء و يقين في الحياة الحاضرة و الحياة ما بعد الموت إلخ. المطلوب هو اليقين لا البرهان.

أنا لا أعتبر الإسلام مخالف للعقل.. و لا أعتبره موافق للعقل. هو عقيدة و كفى. إما أن تقبلها أو ترفضها. لا أعتقد أن الناس تعيش كمسلمين بناء على موافقة ذلك للعقل و لكن بناء على موافقة ذلك لما هو أهم لها من العقل و هو "الفطرة".. ذلك النداء الداخلي الذي يجذبه نحو هذا النور فيصير مهتدي إلى الرسالة الإسلامية، و ليس بالضرورة أن يكون الدين خاضع لمعايير التحليل العقلي المتعارف عليها منهجيا و في وسائل البحث المدرسية الحديثة.

تشرفت بالحوار معك يا حسام.

الحق يقال أني أحترمك و لكن أريد أن لا تتحول التحولات إلى مسألة معايرات لأن الأمر عندئذ يصير برمته "لا أخلاقي".

خالص مودتي و احترامي لك. (f)