أعتقد أن المشكلة في التخلف والانحطاط الذي أخذ دور العراقة في المجتمع، لا فرق بين مسلم ومسيحي ودرزي ونصيري الخ....

ذلك أن المثقف لا يعيش عادة كما يعتقد في المجتمعات المنحطة، وإلا لكان غريبا أو متوحدا.
ولكون الانسان كائن اجتماعي، فيميل الناس بمثقفيهم وعوامهم إلى مجاراة ومسايرة الرأي العام المنحط، طلبا للقبول المجتمعي.
وتكرار المسايرة والمجاراة يجعل من الانحطاط في السلوك سجية حتى عند كم نأى بنفسه عنه. بل وقد يصبح المثقف ذو السلوك المنحط علما ونبراسا للعوام، يشيرون إليه كلما أعوزهم دليل على ما يصنعون.

لا ينجو من ذلك إلا من اعتزل الدنيا والمجتمع وعاش متوحدا، أو من هرب إلى مجتمع آخر مع ملاحظة أن الروابط المجتمعية القديمة سوف تشده، أو من قرر محاربة الواقع الفاسد متحديا الواقع الفاسد بأفكاره الخاطئة ومفاهيمه المغلوطة وممارساته المنحرفة.

لا يعدو تقسيم الناس إلى شلل إلا إيغالا في العودة إلى حالة بدائية يسود فيها منطق "انت معانا ولا مع التانيين"، وهذا المنطق الأعوج قد ساد عند مسلمي المنطقة ومسيحييها ودروزها ونصيرييها، وقد لا أبالغ حين أقول بل ياد هذا المنطق عند دعاة التغيير من إسلاميين وعالمانيين وشيوعيين ووطنيين وقوميين الخ...

وحين أقول ساد فإني أعني بذلك الرأي العام وجل المنتسبين إلى الشلة.