أعتقد أن السؤال الذي يفرض نفسه بجدارة هو:

هل فهم كتّاب العهد القديم و قرّاءه، و المسيحيون القدامى، و بولس، و يسوع و تلاميذه، هل فهموا أن العهد القديم هو حقيقة تاريخية حرفية أم لا؟ طيب اذا كان كاتب النص و سامعوه و قرّاءه الاصليون كلهم فهموا ان المقصود من النص هو أنه تاريخي صحيح، فكيف نأتي اليوم و نقول أن النص مجرد قصة دينية موحاة؟

على سبيل المثال، يشبّه يسوع المسيح نفسه بيونان الذي ابتلعه الحوت و قذفه بعد ثلاثة أيام. هل ينم هذا عن أن يسوع كان يعتقد بأن قصة يونان النبي هي قصة تاريخية، أم مجرد اسطورة تعليمية ذات مغزى؟

يعني لو فرضنا أن رجلا لكم، "أنا أطول رجل في العالم". ستسألونه، "هل هذا الزعم مجرد تكابر تصويري يعبّر عن طولك الفارع، أم أنه حقيقة فعلية أنك فعلا أطول انسان في العالم؟"

فإن قال لكم الرجل، "هذه حقيقة فعلية،" و ثبت أن الرجل على خطأ، فهنا نستنتج بأن القصة خاطئة و نرميها جانبا، و لا يمكننا أن نحولها على هوانا و نقول، "لا الرجل يقصد منها قصة ذات فحوى و لم يعنيها حرفيا."

الكنيسة الكاثوليكية غيرت رأيها كثيرا في هذه الامور. فمثلا، وصل الحد بالكنيسة الى ملاحقة و تعذيب كل من أنكر قصة التكوين (و منهم جاليليو)، لأنها فهمت أن تلك القصة هي حرفية و تاريخية. و اليوم، تعترف بأنها مجرد قصة دينية موحاة فيها أخطاء علمية.

ألم يكتب اليهود توراتهم على أنها تاريخ حقيقي؟ ألم يفهم قرّاء هذا التاريخ على أنه تاريخ حقيقي؟ اذن فهو إما تاريخ خاطئ او صحيح، فلا يمكننا ان نتظاهر بأنهم قصدوا كتابة قصص رمزية لكي نتجنب الاعتراف بخطئهم. أليس الامر كذلك؟ لست أدري.

مجرد أسئلة تطرح نفسها.