الزميل الحبيب والرائع ابن العرب

الذي أحبه من كل قلبي

الزملاء الأفاضل المسلمين بكل فئاتهم

تحية ومحبة وسلام

أقول تعليق قصير لأن ظروفي الآن لا تسمح لي إلا بمجرد دقائق وسأعود للتعليق فيما بعد .

لقد حرصت على ترجمة أهم فقرات المقال بكل دقة بحكم خبرتي في المجالين اللغوي والديني وخاصة الإنجليزية التي هي لغتي التي درستها في الجامعة .

حاولت أن أبين الفرق بين ما قالته العربية والتي حولت المقال عن مغزاه وموضوعه لتحوله لصالح فكرة تحريف الكتاب المقدس وهو ليس كذلك فهؤلاء الأساقفة يؤمنون بأن الكتاب كله كلمة الله المصاغة بلغة بشرية والتي تعبر عن الله في علاقته مع البشر والبشر في علاقتهم الله ، وبالتالي فهو بعبر عن عظمة الله وعدم محدوديته في كل شيء وضعف الإنسان المحدود في كل شيء ، وفي حديثهم عن رواية الخلق تكلموا عن حقيقة الخلق وعن صياغتها في الكتاب بلغة يفهمها البشر في كل العصور .
ولم ينفوا أبدا دقة الكتاب المقدس ولكن لأنه صيغ بلغة البشر ووصف الأمور بلغة البشر فمن الطبيعي أن يعبر عنهم بلغتهم .

أما الفتنة الطائفية التي قصدتها ليست بين المسيحيين وبعض ولكن بين المسيحيين والمسلمين في العالم العربي لأن نشر المقال باسلوب وطريقة العربية في بيئة شديدة الحساسية الدينية ، خاصة في مصر التي يعتز فيها المسلمين بإسلامهم إلى حد التعصب ومثلهم في ذلك المسيحيين لأن المصريين بطبيعتهم من أيام الفراعنة دائما حساسين من جهة دياناتهم سواء كانت الوثنية قبل المسيح أو المسيحية أو الإسلام وقد نقلت بعض الجرائد المصرية ما جاء بالعربية بالحرف الواحد ، فتخيلوا ما يمكن أن يحدث عندما يتبادلون ما جاء في المقال كل بأسلوبه ، قبل تدارك الأمر !!

نحن هنا في نادي فكري والجميع مهيئين للحوار بكل أنواعه ولكن عامة الناس لن يقبلوا ذلك ، هذا ما قصدته بالفتنة .

أما مسالة وجود آيات في الإنجيل تحض على الكراهية فهم لم يشيروا إلى مثل ذلك بل إلى قول اليهود " دمه علينا وعلى أولادنا " وهي حقيقة وتصور هؤلاء الأساقفة بفكرهم الغربي أن مثل هذه الآية لا يجب أن تستخدم ضد اليهود لأنها حدثت في وقتها وزمانها ، ولم ينكروا حقيقة حدوثها .
كما يتصورون أن البعض يمكن أن يتخذها كدليل لمعادات السامية ، والسامية بالنسبة لهم مختزلة في اليهود !!!
وكونهم يرفضون التفسير الحرفي لسفر الرؤيا والذي يتخذ منه بوش وأمثاله ذريعة للسيادة على العالم فهذا وسام على صدرهم وليس إسائة للكتاب المقدس ، فلمذا تنقلب الأمور حسب الأهواء ؟؟!!
أما عن أعتبار الآيات الخاصة بحروب اليهود تخص وقتها فقط ، وهو ما ما لم يشيروا إليه مباشرة ، لا يمكن تطبيقها بعدهم فهذا هو ما قاله المسيح " من يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون " ، فهل يجرؤ غيرهم على فعل ذلك .
هل يجرؤ بعض المسلمين على أن يقولوا بأن آيات الجهاد والقتال في القرآن كانت صالحة لزمانها فقط ؟
هل يجرؤ أي مسلم أن يقول أن آيات مثل :
+ " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) (لأنفال:60)
+ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) (الممتحنة:1)
+ " قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) (التوبة:14)
+ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة:2)
+" فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:5)
+ " قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة:29)
+ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:123)

أنتهي زمانها وقد نزلت لغاية في عصرها فقط وأنها تحض على الكراهية والقتال والأرهاب بل وتشيه صورة الإسلام في الوقت الحالي ، هل يجرؤ أحد؟؟

بل واقول لكم أنا كأرثوذكسي لا اتفق مع بعض التفسيرات التي وردت في الوثيقة ولكني أتفهم وجهة نظرهم وأحترمها وكذلك البروتستانت ، والأرثوذكس والبروتسانت يصل عددهم لأكثر من 600 مليون نسمة ، وهؤلاء الأساقفة يمثل شعبهم فقط خمسة ملايين من الكاثوليك ، ولا يمثلون كل الكاثوليك الذين يزيد عددهم على مليار ومئة مليون نسمة وورقتهم لم يبت فيها الفاتيكان بعد وقد تقبل أو لا تقبل أو تعدل بعض نصوها ، ولكني أتفهم وجهة نظرهم تماما .

تحياتي للجميع

بمحبة وبدون أنتهازية أو تجريح


الراعي / عمانوئيل