أربعة عشرة قرنا و نحن نتبادل هذي النكات, و أربعة عشرة قرنا و نحن نطحن قصص اللواط و يتهامس بعضنا بقضايا صبيانية لا تدخل لحسابنا أي قيمة, بل تسفّل الإنسان الفاضل داخلنا, تمرّد الخبث و تفتق قدرات الفكر الحيواني.

حقيقة اسألكم, و أعذروا لي تخلفي: إلى متى سنبقى حُثالة؟

إلى متى سيكون بيننا أشخاص أمثال الخوري؟ و إلى متى سنفهم ثقافة الجنس بشكلها الداعر؟ هل الخطأ بنا كأمة؟ كعرق؟ أم كمخلوقات أصلا؟ يسألني البعض أن لماذا تكره الحياة و بني جلدتك, حسنا ماذا أقول لهم؟ هل أقول لهم أن بني جلدتي مشغولين بمؤخرات الصبية بينما عدوعم إسرائيل تطور رشاشات "عوزي" و تصنع أول رشاش يحمل قذيفة صاروخية بعيدة المدى؟ هل أخبره أننا أمة متخلفة تلعن ذاتها و تبصق على نفسها باسم الإرهاب رغم أنها محتلة, بينما عدونا - الحمل الوديع - يحمل 200 رأس نووي و 500 قنبلة بيولوجية مدمرة؟ هل أقول لهم أن أمتي العظيمة تحكم باسم العلمانية منذ قرن و مازال عندنا ذات الديكتاتوريين منذ نصف قرن, بينما أمة صهيون تقيم دولة يهودية و يتناوب قادتها عليها بأكثر الطرق ديمقراطية؟ أم أخبرهم - و هذه مضحكة مبكية - مازلنا مشغولين بأتفه الإشكالات الأخلاقية و لذا نحن بلا مجتمع مدنني حقيقي قائم على أسس فكرية و أخلاقية مقدسة من قبل الكل رغم خلافاتهم؟

السيد الخوري عمره 50 سنة, أي أنه أصغر من والدي بثلاث سنوات, و مع هذا يرتكب أشياء كففت أنا عن التحدث بها مذ كنت بالرابعة عشرة من عمري. مازال للآن يتحدث - و كأن عنده وقت و طاقة - عن جماع النساء و طرقه, أو عن أفخاذ مغنية أو مؤخرة ممثلة. ربما نصف قرن من العمر لم يعلّم السيد الخوري أن الحياة بلا مباديء تتحول لحظيرة خنازير.


ربما, لست واثقا من أشياء كثيرة, لكني واثق أنني منكوب لكوني جزء من هذه الشريحة الأممية.

أعذروا تخلفي على أية حال