إسمع يا مهلبية، بصراحة فقد ترددت بالرد عليك نظرا لسجلك الجميل في الحوار،

إلا انني ساعيد ما أعدته عشر مائة مرة في مواضع أخرى كثيرة، لعل الذكرى تنفع المؤمنين.

العقيدة الإسلامية لا تؤخذ لا بالظن ولا بغلبة الظن ولا بالتحسب ولا بالشك.
العقيدة الإسلامية لا تكون إلا بالتصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل.

حتى يصير الدليل دليلا يقينيا، يجب أن يثبت بما لا يقبل الشك على وجوده.

القرآن الكريم هو أحد الأسس العقائدية الست، وحتى يثبت أن أية آية هي من القرآن، أو أن القرآن فيه غير المحصور بين دفتي المصحف، فلا بد من دليل يقيني على ذلك.

الدليل اليقيني هو الخبر المتواتر المنتهي إلى الحس فقط لا غير، وليس أي خبر سواه.

الخبر المتواتر عند المسلمين أن القرآن الذي نقرأه اليوم هو ذاته الذي قرأه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهو المحصور بين دفتي المصحف.

أي رواية تقل عن درجة التواتر بشأن القرآن الكريم، من مثل قصة الشيخ والشيخة وقصة صلاة العصر وقصة الرضعات المشبعات وقصة اضمحلال سورة الأحزاب، كل هذه الروايات لا يلتفت إليها، ولا تساوي شروى نقير، لانعدام اليقينية فيها، ومعلوم لدى العاقلين عدم رد اليقين بالظن.

القرطبي رحمه الله ليس نبيا، ولا ينزل عليه الروح القدس، هو عالم يجمع ويصنف ويحلل، فإن أصاب نأخذ بقوله، وغن أخطأ استغفرنا له الله.

طريقة علماء المسلمين لم تكن أبدا بتحريم الروايات ومنع تداولها، وإن كانت ضعيفة، بل تروى وتحلل وتمحص، ونحن لنا عقول لم يستأجرها العماء، بل احترموها فينا واحترمونا فيها، ونقلوا إلينا المناقشة بين الأدلة حتى يكون لنا رأي غير رأيهم ربما.