الزميل العزيز طريف، تحية طيبة وبعد،

زميلي العزيز، الموضوع لا علاقة له بالقرآن الكريم ولا بفهمنا له، بل له كل العلاقة بتصورك عن اللغة وما هيتها.

ما بدا لي مما كتبت أنك ترى أن اللغة ينبغي لها أن توضع وتقعد من قبل علماء أخصائيين كل في مجاله، فيضع لنا علماء الأحياء مصطلحاتنا الأحيائية، وعلماء الكيمياء مصطلحاتنا الكيميائية، ثم نؤلف من هذا الجمع من المصطلحات لغة رصينة خالية من الأخطاء المظنونة.

هذا هو الخلاف بيننا، ولا علاقة للقرآن بهذا الخلاف سوى إظهاره.
نحن نرى أن اللغة هي اصطلاحات يعبر بها كل قوم عما يريدون من معان واسماء. ولم تنزل اللغة وحيا، بل توافق عليها الناس حتى يفهموا بعضهم البعض.

وقد توافقت العرب على أن النسيج الشبكي الذي تنسجه العنكبوت يسمى بيت، كما توافقت أن الشرنقة التي تغزلها دودة القز تسمى بيتا، كما سموا درع السلحفاة بيتا، كما سموا قفير النحل بيتا.
البيت في حالة البشر فحسب هو ما يقي من الحر والقر، وهذا ليس مطلق البيت في حالة البشر، بل هو ما يجب أن يكون عليه بيتهم.

وليس البيت هو ذلك البناء الذي اشرف مهندس على تصميمه، وأخذ مقاول عطاءه، الخ....