اقتباس:  الختيار   كتب/كتبت  
نعود نواصل سهرتنا الرمضانية مع الزميل الصفي .

و أحب أن أنوه إلى إعجابي بأسلوب كتابته الذي يشير إلى ثقته العالية بنفسه .

زميلنا الصفي تقدم بزعم مفاده أن ما ينزل من السماء يوصف بالنزول و لا يصح أن يوصف بالهبوط .

فقلنا له ما دليلك على ذلك ؟؟

فلم يأتنا بشيء أبداً

يا راجل حرام عليك, وضعت لك من النصوص ما فيه الكفاية:
-----------------
و الحركة من السماء الى الارض تسمى نزولا. و اليك الادلة ( امثلة قليلة جدا) :
{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (22) سورة البقرة
{وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (57) سورة البقرة
{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} (59) سورة البقرة
{مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (105) سورة البقرة
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} (176) سورة البقرة
{إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ} (124) سورة آل عمران
{إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (112) سورة المائدة
{قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (114) سورة المائدة
{وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ} (8) سورة الأنعام
{وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} (111) سورة الأنعام
{ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ} (26) سورة التوبة
{مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ} (8) سورة الحجر
{يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ} (2) سورة النحل
{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (102) سورة النحل
{قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا مَلَكًا رَّسُولاً} (95) سورة الإسراء

ادلة كثيرة على ان القران الكريم يصف الحركة من السماء الى الارض بالفعل (نزل) أما الفعل هبط فلوصف الانتقال من عال الى واط او فاذا قرات ايات الهبوط من الجنة تدرك انها على الارض و ليست في السماء:
{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} (36) سورة البقرة
{قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (38) سورة البقرة
{قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} (24) سورة الأعراف
{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} (123) سورة طـه



------------------

اقتباس:و ما ذكره من مادة "هبط" في مداخلته الأخيرة في المعاجم لا يحمل أي إجابة عن سؤالنا ، و كأننا نسأله في الشرق و هو يجيب في الغرب .

يا سبحان الله ! انت من جلب من معجم لسان العرب كلمة هبط , فاضفت لك العين للفراهيدي و المحيط لابن عباد فعلام تلومني؟

اقتباس:و حتى ننتهي من هذه المسألة ، سأورد لك بعض الأمثلة عن  أن الهبوط لا يكون فقط بالانتقال من مكان إلى آخر ضمن سطح الكرة الأرضية كما تتوهم يا عزيزي .

1-  
يقول ابن منظور في لسان العرب :
وقول العباس:
ثُمَّ هَبَطْتَ البِلاد لا بَشَرٌ
أَنْتَ، ولا مُضْغَةٌ، ولا علَقُ
أَراد لما أَهبط آدم إِلى الدنيا كنت في صُلْبه غير بالغ هذه الأَشياء.

و كما ترى فهو يقول بإهباط آدم إلى الدنيا ، أي أنه كان في مكان غير الدنيا ثم أُهبِط إليها ، و ليس انتقالاً من مكانٍ لآخر على سطح الكرة الأرضية .

هذا هو قول ابن منظور ، و هو يصف هبوط آدم بأنه كان إلى الدنيا . و ليس انتقالاً من موضع إلى آخر كما في "اهبطوا مصراً" .

ليس المقصود بالدنيا ما يقابل السماء فان كلمة الدنيا تقابل الاخرة.
الدنيا هنا هي الادنى من الارض و هو تماما ما قصدته الايات القرانية.

اما الروايت التي اوردتها فهي ليس حجة فكثير من الاحاديث عن الرسول(ص) مروية بالمعنى .

اقتباس:من الأمثلة السابقة نستنتج أن وصف الهبوط من السماء مذكور في كتب الحديث و التفسير و لم يعترض عليه أحد ، لا حافظ و لا شارح و لا مفسر و لا غيرهم ،  و لم يكتشف أحد أن النزول فقط هو ما يكون من السماء إلى الأرض و أن الهبوط لا يصح لوصف ذلك بل يكون انتقالا من مكان لآخرعلى سطح الأرض كما حدث مع بني إسرائيل مثلما اكتشف زميلنا الصفي أو من نقل عنه هذا الاكتشاف . (آمل أن تزوّدنا بسندك اللغوي بأسرع وقت حتى لا يتهمك أحد - لا سمح الله - بالاجتهاد في اللغة ) .

القران حجة على المفسرين و ليس العكس . فاذا وجدت في القران خلاف ما اثتبه لك فحاججني به.
و قولك باني اجتهد في اللغة فهو مردود اذ لا اجتهاد مع النص.
و سؤالك عن سندي اللغوي هو ما اوردته بنقسك من معجم لسان العرب.

اقتباس:و بمراجعة أشهر كتب كتب التفسير (الطبري و القرطبي و البغوي و الرازي و ابن كثير و الجلالين و الشوكاني ) تجد أنهم يجمعون أن الجنة المذكورة في الآيات هي جنة السماء لا جنة على الأرض ، و أن الهبوط كان منها إلى الأرض ، و لم يذكر واحد منهم أن الحركة من السماء إلى الأرض تسمى نزولاً فقط و لا يصح أن تسمى هبوطاً .

{.. وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء ..} (255) سورة البقرة