خالد:

شكرا على ردك اللطيف المهذب (f) إسمح لي ببعض التعليقات:

اقتباس:أعد القراءة يا إبراهيم، ونحن على الأرض نقاتِل ونقتُل، ونقاتَل ونقتَل. وهكذا كان البشر منذ البدء، وسيبقون هكذا. فلا مجال لوضع الرأس في الرمال منتظرين ذهاب العاصفة والخطر، بل الأجدى هنا هو إدارة الأزمة بدلا من تجاهلها.

نعم، نقاتل و نقتل كما تقول و لكني في أي سياق يحدث هذا؟ في سياق الدفاع عن الأوطان أقول آمين. لكن أن أكون أنا الباديء مثلما فعل بوش في العراق و مثلما قالت سورة التوبة 29، فهذا لا يوافقني داخليا. فرق كبير بين القتال تلبية لنداء الواجب و بين أن أكون أنا الباديء لما أراه من مصالح سياسية أو دينية إلخ.

اقتباس:وليس البشر جميعا ربانيون حلماء يا إبراهيم، وليسوا كذلك زنادقة مجرمين. البشر توزيع طبيعي، ومن الطبيعي أن يبرز بينهم الكثير ممن يميل إلى اتخاذ العنف وسيلة لحل الأزمات.

إسمح لي أن أسألك و لست أتهكم هنا: هل هذه الرؤية الماركسية؟ لا شيء يبرر العنف تحت أي سبب من الأسباب، خاصة لو كان بشكل مقدامي لنشر الدين أو حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون. مبدأ المصاغرة لأي إنسان مرفوض. لا يهمني إن كان الله هنا هو الذي يقول أو أي كائن أيا من كان. أرفضه. لا يوافقني.

اقتباس:الزميل العزيز،
فلنبتعد عن الرومنسية، ولنر سوية أن الحروب كانت ولا زالت وسيلة تعبير عن العلاقات بين البشر، كشأن غيرها، وليس أي منها بخير بذاته ولا شر بذاته، وما صنعه الدين إلا أنه نظم الحروب، كما صنع ذلك الإنسان بعيدا عن الدين. وما يزال يتردد في أروقة الساحات الدولية اليوم مصطلحي الحرب المشروعة، والحرب الغير مشروعة.

لابد من وجود قاعدة من المثل و لتسمها مثالية أو رومانسية.. لا يهم. هناك مرجعية أخلاقية كبرى تحكم الضمير الإنساني بشكل عام بصرف النظر عن معتقده أو عرقه. الخير خير و الشر شر. الحروب ليست، من وجهة نظري، وسيلة للتعبير عن البشر و لكنها دمار و لا تكون صحيحة تحت أي ظرف من الظروف. لا أقدر أن أعبر لك عن سخطي لما يفعله بوش في العراق و الأمر نفسه لو تم هذا على يد يشوع بن نون أو قنسطنطين أو المسيح أو محمد.. لا يفرق. المبدأ واحد.

لست هنا بصدد مناقشة منظومة الدين و علاقتها بمشروعية الحروب.. و لكني أعتبر أن سورة التوبة هي أكبر محرض على العنف و أخلاق العنف لدى العربي عندما تبدأ بالتحريض المباشر "قاتلوا".. و قاتلوا لماذا؟ لأنهم ليسوا على ديننا. هذا لا يمكن أن يكون الله يا عزيزي، مع احترامي لك.