صدام أكل الجو ... وبدأ اول ايامه في المحكمة بالهجوم على شرعيتها

كتب : طاهر زعرور

اكل صدام حسين الجو وبدأ اول ظهور له في المحكمة بهجوم قوي على المحكمة وعلى شرعيتها محتجا على تشكيلتها وايده نائبه رمضان بينما ظهر القاضي او رئيس المحكمة في صورة هزيلة ... وتبين ان الملايين التي انفقت على بناء وتجهيز المحكمة لم تنفع حتى في تمديد تجهيزات صوتية مناسبة كما ان الملايين التي انفقت على تدريب القضاة في اوروبا لم تفلح في تنظيم دخول وخروج المتهمين الى المحكمة التي دخلها المتهمون وهم مكبلون بالحديد ونزعت عقلهم - غتراتهم - عن رؤوسهم وهو ما دفع احد المتهمين الى الاحتجاج خاصة وانه رفض الافصاح عن هويته وقال ان الحراس نعوها منه قبل دخوله قاعة المحكمة

وكان مسؤولون أمريكيون قد اعلنوا أن القاضى الذى سيرأس محاكمة الرئيس العراقى صدام حسين هو كردي.وقالت المصادر ان هذا القاضى اسمه ريزجار محمد أمين وهو كردى فى أواخر الاربعينات من العمر، وقد كان محققا عدليا فى محكمة السليمانية عشر سنوات ومارس مهنة المحاماة ثلاث سنوات فى محاكم السليمانية

فى هذه الأثناء قال كبير محاميى الرئيس العراقى المعتقل صدام حسين انه سيطلب من "المحكمة" التى يمثل أمامها صدام تأجيل هذه المحاكمة ثلاثة أشهر على الأقل.وقال المحامى خليل الدليمى بعد زيارة موكله فى الحجز أمس الثلاثاء ان صدام حسين هادئ وواثق من البراءة قبل بدء محاكمته بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية، وأضاف انه التقى معه وان روحه المعنوية مرتفعة جدا مضيفا انه ابلغه بالاتهامات الموجهة اليه وانه قال انه واثق من انه برئ، وقال الدليمى انه قال انه غير عابئ بها.وقال الدليمى انه زار صدام حسين فى منشاة احتجاز مختلفة عن تلك التى اعتاد زيارته فيها لكنه لم يقل اين هي.ويعتقد ان صدام محتجز طوال 22 شهرا الماضية منذ القاء القبض عليه فى ديسمبر كانون الاول 2003 فى منشاة قرب مطار بغداد.
وحسب ما يروج له القائمون على هذه المحاكمة فان صدام حسين وسبعة من اعضاء حزب البعث الذى كان يتزعمه منهم اخ غير شقيق سيمثلون امام محكمة داخل المنطقة الخضراء فى بغداد بتهمة قتل 140 شيعيا فى قرية الدجيل شمالى بغداد بعد محاولة فاشلة لاغتيال صدام عام 1982.
وقال الدليمى انه لم يكن لديه وقت كاف للاستعداد للمحاكمة واكد انه سيطلب التاجيل، وأضاف ان الدفاع سيطلب مزيدا من الوقت وانه سيطعن فى شرعية المحكمة، مشيرا الى أن الجلسة ستكون اجرائية على الارجح مع مرافعة قصيرة للادعاء وطلب "القضاة" معلومات عن المدعى عليهم مثل اسمائهم وعنواينهم ومناصبهم وتقديم الدفاع لطلبات، وقال ان جلسة الغد ستكون جلسة اجراءات شكلية.
من جانبه قال عبدالمحسن شندل الذى يشتغل وزير عدل فى الحكومة الانتقالية ان الجلسة الاولى لمحاكمة الرئيس العراقى السابق وسبعة من كبار مساعديه ستكون اجرائية ولا تستغرق وقتا طويلا، واوضح ان الجلسة ستعتمد على الامور الشكلية فقط.
وحول طلب الدفاع تأجيل المحاكمة بعد ان تتلى التهم قال شندل ان ذلك من اختصاص المحكمة مشيرا ان محامى الدفاع سيحاول تقديم طلبات التأجيل حتى يطلع على كافة الاسانيد والادلة.
وعن احتمال تعدد طلبات التأجيل أوضح شندل ان المحكمة الاستثانية لديها قانون ينظمها يختلف عن المحاكم التى يشرف عليها مجلس القضاء الذى يحدد سقفا زمنيا لحسم الدعاوي.

وبالتزامن مع بدء هذه المحاكمة قال مصدر أمنى ان قذيفتى هاون سقطتا اليوم على المنطقة الخضراء التى تخضع لاجراءات امنية مشددة .ولم تسفر القذيفتان اللتان استهدفتا منطقة تضم السفارتين الاميركية والبريطانية ومقار الحكومة الانتقالية عن وقوع اضرار.
وكان حزب البعث العربى الاشتراكى قد دعا أمس الى استقبال الرئيس باطلاق القذائف على القوات الأمريكية وتابعاتها فى عموم العراق.

وحارج بغداد وتحديدا فى تكريت مسقط رأس صدام، سار المئات من سكان المدينة وسط الصمت والتوتر الى ملعب المدينة للتظاهر احتجاجا على محاكمة صدام.واغلقت المحال التجارية ابوابها فيما اتجه السكان عبر مجموعات الى المعلب القريب من مقبرة المدينة للتجمع اعتراضا على المحاكمة.
وانتشرت قوات الشرطة فى المدينة الا انها لا تمنع تحركات المارة.وقد تظاهر عشرات المؤيدين للرئيس المعتقل مساء امس الثلاثاء فى معقله فى تكريت والدوروسار العشرات فى شوارع تكريت اثر خروجهم من المسجد الكبير بعد صلاة التراويح رافعين صور صدام حسين.وهتف المتظاهرون "لا للحكومة العميلة"، و"الموت للعملاء والخونة" و"نعم نعم لصداموقال الشهود ان تظاهرتين سارتا فى نواحى اخرى من تكريت انضم اليهما عدد من النساء.كما سارت تظاهرة فى بلدة الدور التى يتحدر منها الرجل الثانى فى النظام السابق عزت ابراهيم الدوري، وفقا لشهود عيان