الزملاء إدارة النادي تحية طيبو و بعد
أحاول هنا أن أنهي مرافعتي بالتالي:
أولا: يعتبر محمد بن عبد الله (صلى الله عليه و سلم) إضافة إلى القرآن (الكريم) من الأمور التي لا يستطيع أي مسلم السكوت على السخرية منها بالتحديد.
ثانيا: الموضوع قيد الخلاف تعرض للأمرين المذكورين في النقطة الأولى بطريقة ساخرة لا هدف منها بشكل محدد سوى محاولة الإطاحة بقدسيتهما بطريقة غير مؤدبة و مؤذية للمشاعر الإنسانية التي يتسم بها الأعضاء المسلمون في هذا النادي.
ثالثا: المسلمون في هذا النادي لا يرفضون أي نقاش موضوعي حول القرآن الكريم و النبي صلى الله عليه وسلم على أن يستند إلى أسس الأدب و اللباقة و يتسم بصفات الموضوعية و المنهجية في البحث ... بالتالي وضع النقاش ضمن إطار السخرية لن يؤدي بكل تأكيد إلى حصول الرقي و المنهجية في المناقشة، و إن حصلت أي مناقشة فلا أظن أن الإخوة المسلمين سيلتزمون حدود اللباقة و الأدب في الحوار.
رابعا: الوثيقة التي التزمتم بها و التزمنا بها ضمنيا بانضمامنا كأعضاء في هذا النادي تنص في بندها 2.ب على التالي:
2.ب) يعمل "نادي الفكر العربي" على ضمان أقصى مساحة متاحة لحرية التعبير عن الرأي لرواده وكتابه، ويعمل من جهة ثانية على تنظيم الحوار والارتقاء بمستواه في ساحاته. لذلك، يقبل "نادي الفكر العربي"، جميع ألوان النقد الموضوعي بحق الأنظمة والحكومات والشخصيات العامة، ولكنه يمنع منعاً باتاً استعمال السب والشتم والكلمات القذرة والأوصاف والنعوت النابية التي تؤدي إلى الخروج من حيز النقد الموضوعي البناء إلى حيز الإهانة والتجريح.
و هنا نلاحظ عدم وجود تعريف واضح و صريح لما قد تكون
"الشتم والكلمات القذرة والأوصاف والنعوت النابية " ... بالتالي يكون تعريف هذه المعرفات راجعا للعضو الذي قبل بهذا البند اعتمادا على الأسس الأخلاقية التي تعود بها و لم تمنعه الإدارة من الرجوع إليها و ذلك بالرجوع إلى البند الأول الذي ينص على التالي:
1) يقوم نادي الفكر العربي على الحرية التامة غير المنقوصة لأعضائه بالتعبير عن كافة أفكارهم ومعتقداتهم، على قاعدة من المساواة العامة لمختلف الآراء والتوجهات.
بالتالي الأخلاق الإسلامية التي تحوي في أساساتها عقيدة حب رسول المسلمين و كتابهم "القرآن" تم حفظها لهم بنص هذا البند ... كما و الأوصاف و الكلمات النابية بحق هذه العقائد قد تم حفظها ضمنيا بنص البند 2.ب ...
إذن و بالرجوع إلى نص البند الثالث من وثيقة النادي و الذي ينص على التالي:
3) يؤمن "نادي الفكر العربي" بالنقد الموضوعي البناء، والحرية المسؤولة، المنضبطة، والمنضدة على قاعدة عامة "للتجمع الإنساني"، تقضي بأن "حرية المرء تنتهي عندما تعتدي على حرية الآخرين".
فحرية النقد
البناء إضافة إلى الحرية المسؤولة و المنضبطة يجب إن تستند إلى مبدأ
اقتباس:"حرية المرء تنتهي عندما تعتدي على حرية الآخرين"
بالتالي فحرية المسلمين بعدم ماس كرامة نبيهم بأسلوب ساخر و غير منضبط يجب أن تكون عائقا أمام ما قد ينتهك هذه الحرية التي لا تتعدى على أي حريات أخرى ... فما نراه من انتقاد للقرآن الكريم و النبي محمد صلى الله عليه و سلم في ساحة "عقائد و أديان" يتم قبوله و مواجهته بكل صدر رحب من قبل الأعضاء المسلمين في هذا النادي...
و عند ربط البنود الثالثة بنصوصها سوية نتطيع أن نتخرج علاقة وثيقة بينها و بين احترام الأخلاق الإنسانية عند المسلمين خاصة، و الدينيين عامة و هي التالي:
الصفات و النعوت التي تتعرض لأي نبي أو كتاب مقدس بأسلوب ساخر و قاسٍ تعتبر عند الدينيين بشكل عام صفات و نعوتا نابية لا تهدف سوى للنيل من شخصية ذلك النبي أو قدسية ذلك الكتاب موضع السخرية... و البند الأول من الوثيقة حفظ للدينيين حقهم بالشعور بالاعتزاز بهذه ال"الأيقونات" الدينية، كما حفظ لهم حق تحديد الصفات و النعوت النابية تجاه هذه "الأثقونات"... كما أن البند الثالث ضمن لهم عدم التعرض لحرياتهم بتحديد هذه الصفات و النعوت من قبل من لا يراها نابية أو مهينة...
من هنا فإن الإدارة الكريمة ألزمت نفسها بتنفيذ مضامين و نصوص هذه البنود بالرجوع إلى ما قد ألزم به الأعضاء أنفسهم بهذه البنود.
و عند الرجوع إلى نص البند 3.ج و الذي ينص على:
ج) التعرض الفظ، الغليظ، الجلف وغير الموضوعي للشعوب والأعراق,لا سيما إذا ما كان الطرح غير هادف، ولا تنم عنه إلا محاولة الإساءة، وتطغى عليه روح القدح والتجريح والتهجم ليس إلا.
نلاحظ أن العرق الإلامي و الشعوب الإسلامية قد تم التعرض لها بألفاظ "فظة" و "غليظة" و "غير موضوعية" تجاه مشاعرهم و معتقداتهم...
كما أن نص البند 3.د من الوثيقة و الذي ينص على:
د) الإساءة للمقدسات الإنسانية و الدينية.
يشدد على عدم الإساءة لهذه المقدسات الدينية ... و التي تعتبر إنسانية أيضا بحكم اختلاطها بحياة الناس و إنسانية المسلمين...
كما أن أهم نص نجده هو نص البند 3.ح الذي ينص على:
ح) يعتبر الإستفزاز شكلاً من أشكال المهاترات
و هنا و نيابة عن كل المسلمين الذين ائتمنوني لأداء هذه المهمة بالدفاع عن معتقداتهم يشعرون بالاستفزاز العميق لما يعرضه موضوع "الكتب المقدسة" إضافة إلى أن عنوان الموضوع يشير إلى أن الدور القادم سيكون بحق الإنجيل كتاب الإخوة المسيحيين المقدس و هذا بكل تأكيد سيكون استفزازا حادا للعديد من الإخوة المسيحيين...
ثالثا: الخلاصة:
بالرجوع إلى النصوص المذكورة من وثيقة نادي الفكر العربي الملزمة لكل من الإدارة و الأعضاء، فإن موضوع "الكتب المقدسة" يعتبر إساءة لمقدسات إسلامية و إنسانية، و تعديا على شعوب و أعراق، كما يعد و بكل تأكيد استفزاز ا واضحا و جريئا لمشاعر المسلمين خاصة و الدينيين عامة....
أرجو من الإدارة الموقرة الحكم بالعدل و مراجعة النصوص بما يشمل المشاعر الإنسانية للدينيين ثم الحكم...
و لكم فائق الاحترام و الامتنان...