وما أجمل من أن يهديني الله الذي ما كنا لنهتدي لولاه...

أما أنك يا صاحبي تتكلم عن الشعب السوري أو الوطن السوري لا النظام الحاكم فأرجو أن تدقق بمداخلتك بموضوعية!

وعلى كل إن فهمت منك غير ما تقصد فجميل أن نتفق الآن، فكل ما أطمح إليه هو التفرقة بين الشام وطاغيتها...

سورية حبيبة
وشعبها أحب

وأما الأسد وآل الأسد، فهم أعداء للوطن والشعب، وإذا كان الأمر بلا خلاف ولا مراء أننا جميعا ضد الصلف الأمريكي وعربدته في المنطقة، فما من شك أنه إن كان الله يعز هذا الدين بالرجل الفاجر، فكيف لا يعز الأوطان بمثله!!

لن أماريك أخي الكريم بما تزعمه من اتهامات حول سلوك الإخوان، فهي دعوى علمنا الله سبحانه الحكم في أمثالها بقاعدة قرآنيةا: (فإن لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون)، وعلمنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن البينة على المدعي...

على أن حديثنا عن النظام السوري، ومن المعيب أن يتهرب البعض من كل فضح للنظام بأن لدى غيره جرائم، يضخمونها حتى ليخيلون للناس بأن عصي دفاعهم عن الطاغوت تسعى بسحرهم، وتسترهب الناس عن التعرض لأسيادهم!


كلا يا صاحبي يؤسفني أن أقول لك بأن كلامك كان مباشرا في الدفاع عن النظام، حتى أنك وصفته بأنه في تحسن مستمر، ولو عدت لأبواق النظام البعثية نفسها لما وجدتها تقل عنك نقدا للنظام!
فهي جميعا تتحدث عن أخطاء ما، وعن رغبة بتخفيف المعاناة عن المعذبين، فإن يكن هذا جل ما قدمته مما تتوهم أنه يخرجك من خانة الدفاع عن النظام، فإنني أبشرك بأن اللواء بهجت سليمان، والسفير رياض نعسان الآغا، وحتى ذلك المنافق البعثي عماد فوزي الشعيبي، وأيضا بوق النظام في لندة يحيى العريضي، وحتى النائب المدافع عن السلطة أبدا محمد حبش وعضوي لجنة تطوير فكر البعث أحمد الحاج علي وأيمن عبد النور وآخرين وآخرين من جوقة النظام، كلهم قالوا أكثر كثيرا مما قلته لنا (ناقدا!) للنظام..

كلا يا صاحبي، أنت تحمست لفكرة الدفاع عن إعطاء الفرصة للنظام تحت وهم ضبابي أسميته بالتغيير الداخلي!
وأقول بأنه ضبابي، لأنه غير مبني على معطيات عملية، فالمعارضة السورية بأطيافها المعتبرة أعلنت مرارا وتكرارا على عدم استقوائها على الوطن بالخارج..هذا من جهة
ثم إن النقد موجه لمعارضة الداخل والخارج في أنها تدفع سلميا باتجاه تعرية النظام حيال جريمة تثبت الأيام يوما بعد يوم بأنه كان غارقا فيها بكل غباء إلى مشاشته، وها تقرير ميليس الآن يكشف بأن الشرع نفسه كان على رأس المضللين للعدالة..

وها تقرير ميليس يكشف بأن الرئيس الأسد هدد الحريري بتكسير لبنان إذا لم يتم التمديد للحود!!

نحن يا صاحبي مع التغيير الداخلي ولا شيئ غير الداخلي، لكن الفرق بيننا وبينك أننا نفضنا أيدينا من هذا العهد الذي زوروه على أنه عهد جديد! بعد خمس سنوات عجاف من التجربة المرة، أعطي فيها أكثر من حقه في استنفاذ الفرص للإصلاح الجاد، بينما أنت وأمثالك ستبقون أبدا تعولون على إعطائه ما تسمونه بالفرصة!

فرق ما بيننا أنكم لازلتم تتكلمون عن تحسن وإصلاح، ونحن نتكلم عن تغيير جذري..


فرق ما بيننا أننا نعول على ظرف يجب أن نفيد فيه من طاغية ملكه وأنفذه فينا رفع عن طاغيتنا الداخلي بعض الغطاء والدعم الذي كان يركن إليه في استبداده وفساده، بينما حضراتكم تجرؤون بكل صلابة على وصف المؤامرة الخارجية بما تستحقه، ثم تجبنون عن توصيف صنيعته في الداخل وكلبه المسعور بما يقوم به من سعار ونباح وعض وتلويث!! ولعل قليلا من المثالية في هذا المناط يجعلكم ترقون حالا للطاغية، وتنالون من خصومه بأقسى الأحكام!!


قد أكون حزبيا كما تدعي، غير أنني أعتز بأنني أنتمي لجماعة وطنية حرة، وأحمل رسالتها عن إيمان وثقة..
بينما أنت يا صاحبي تزعم بأنك لست بحزبي ولا يحزنون، ثم أرى أنك تدافع مستميتا عن حزب تتبرا منه! وما أحسب أن حملك لرسالته متوافق مع قناعاتك الإيمانبية!

ومع هذا فدعنا مما نختلف فيه، ولنتفق على ما بدا أنه قاسم مشترك -ولو في الظاهر- بيننا، فالولاء لسورية وللشعب السوري، كما الولاء لله ولأمة الإسلام كلها أمور تجعلنا أحوج لمصادقة بعضنا من أن تشغلنا خلافات لا أحسب أن تغييرها مسألة سهلة!

أخي محمد الدرة
أشكر لك صادق مودتك وأبادلك بمثلها..
أتفق معك بأن سورية قد تكون مستهدفة لاعتبارات مختلفة، وأتمنى ألا تكون كذلك..
غير أنني قد أرى بأن النظام أحد أدوات هذا الاستهداف كما كان صدام في العراق أيضا..
وسواء كان هذا بغبائه، أو بصفقة رخيصة، وكل ما يدفع مقابل الوطن رخيص..
فإن حرا سيدا لا يمكنه أن يبكي لاستهداف نظام قمعي شمولي كنظام آل الأسد...
وأتحدى أن تنطلق رصاصة حماية لآل الأسد فيما لو كانوا مستهدفين، وهيهات أن تستهدف بقرة حلوب مثلهم!
ولكنها سياسة حافة الهاوية من الأغبياء من بني جلدتنا...
وسياسة ابتزاز البقرة الحلوب لمص آخر قطرة من تنازل عودهم عليه النظام مع كل نباحه وشنشناته!
حبيبي محمد
إن اختصار ما قام به النظام من جرائم إبادة، ومذابح جماعية بحجم حماة، وفساد اقتصادي بلغ من نتنه أن فاحت روائحه التي تزكم الأنوف من الأباعد عن آل الأسد بله الأقارب كرامي مخلوف وجميل الأسد ورفعت و.....

إن اختصار هذه الجرائم وذلك الاستبداد وتلك الجرائم ضد الإنسانية بأنها مجرد أخطاء لهو العجب العجاب..

خاصة حين يأتي هذا الوصف بالخطأ المجرد من رجل محافظ مثلك يعلم ولاشك بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)
فهي أخطاء إذن ولا أكثر
وهي بما علمك أسوتنا عليه الصلاة والسلام معفو عنها!!

أتمنى أن تدلني على حسنات النظام التي ترى أنها لا تغطى بتلك (الأخطاء!!)

وإذا كان التقويم بالحسن أو السيئ هو تقويم نسبي، فهي حسنة مقارنة بمن؟
حسنة مثلا في عهد بشار مقارنة بحكم أبيه؟
أم حسنة مثلا في نظام سورية مقارنة بنظام الأردن أو مصر أو لبنان أو الخليج، أم ماذا؟!
أم حسنة مقارنة بأطروحات المعارضة؟
أم حسنة بالمطلق والسلام..!

أخي الحبيب
علينا أن ندرك جيدا بأن سورية كما قلت لك سابقا قد تكون مستهدفة ومستهدف شعبها..
لكن علينا أن ندرك بأن من يعرض سورية للاستهداف هو ذلك النظام القميئ الذي كتم أنفاسها منذ ثلاثة وأربعين، سنة، وفي عهده فقدنا جزءا عزيزا من أرضنا هو الجولان الحبيب...

علينا أن ندرك بأن هذا النظام لا يزال شوكة في طريق التنمية والحرية والحصانة الداخلية لمؤامرات الخارج..

علينا أن نقول لهذا النظام: كفاية، لا أن نتماهى جميعا بتطلعاته السلطوية، واستخفافه الأرعن بشعبه المغلوب على أمره!!

وإذا كنت يا صاحبي تعرف بأنني لا يعجبني العجب، فأرجو أن تقدم هنا لوحة شاعرية من لوحاتك الحالمة حول ما قدمه النظام خلال مسيرته المظفرة منذ ثلاثة وأربعين سنة حتى أعلم ما للنظام بعد أن تيقنت مما عليه...

وأكون لك من الشاكرين لو رصدت لي ذلك فأرحتني بهذا العرض من أن أعقب على حواركم بأساليب الدفع والنتع على حد تعبيرك!:lol:

صادق المودة لك وللمحترم الدارقطني، هداني الله وإياكما لما اختلفنا فيه من الحق، وحمانا جميعا من مغبة استخفاف الفراعنة

واسلموا لتواصل وإثراء(f)