{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مختارات لشاعر قصيدة النثر / عماد فؤاد
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #8
مختارات لشاعر قصيدة النثر / عماد فؤاد

نظري ليس قوياً ... لا أرى الله في الغرفة


العبيطة
التي شبَّهتْ لمرآتها
بناتٍ كثيرات
والتي لم تحمل من جنَّة الأنوثةِ
سوى شكلها الباهت جداً
اختفتْ مرةً واحدةً
عن عين العبيط
دوَّختْه سبعة أيامٍ
ظلَّ ينتظر كلَّ يومٍ أمام المصْنع
دون أن يتعبَ
أو حتَّى
يسبُّ لها الدين في سرِّهِ


فقط ..
كان كلَّما ضايقه الانتظار
تذكر نهديها الكبيرين
وابتسمْ


كان يجهِّز السِّيجارة الأخيرة للاشتعال
حين لسعه البرد في صدره المفتوح
فظن للوهلةِ الأولى
أنَّه لم يُحَبَّ بالدَّرجة المُرْضية
وبعودٍ واحدٍ
أحرق مقدمة السِّيجارة التي بلَّلها من جانبها
بلعابٍ غزيرٍ
وشدَّ نفساً طويلاً
كان يختزنه كي يقوم به
عندما يراها خارجةً مع البنات


ولكنَّها تأخرتْ كثيراً
وهْو
وإنْ كان لا يهتم كعادته
بمن سوف يُبَهْدِلَهُ لتأخُّره الدَّائم
شعر بضرورة العودة للبيت
حين نظر إلى ساعته
عرف أن أباه قد عاد الآن
ملفوفاً بالهواء الذي أتى من بلادٍ بعيدةٍ
يحمل الحقيبة المليئة بالجرائد القديمة
وثمار البرتقال التي ابتاعها
من فوق الكوبري العتيق


(في الصَّباح
سوف يخطئ كالعادةِ
ويهبنا عملاته المعدنية
التي لا نعرف كيف نقرأ حروفها الأجنبية
لننبِّهُه بمَسْكنةٍ عرف كيف يألفها
فيبدِّل القطع بأخرى
لا يردها البائعون أمام المدرسة
وهم يلعنون آباءنا)


عرف من ساعته أيضاً
أن أمَّه البدينة
لا بد قد أشعلتْ كلَّ الخشب
بعد أن غلَّقتْ دُرَفِ النَّوافذ والشَّبابيكِ
كي تحبس الدُّخان في قطن السَّرير القديم .


لكنَّه
العبيط
شدَّ صفحةً بيضاء
غطَّى بها كل هذه الذبابات
التي تطنُّ في رأسه الكبير
وخطَّ فوقها اسمها
الذي لم يعرف معناه بالمرة
وقال:
ماذا لو بدأتُ خطَّتي اليوم
من المؤكد - في هذه السَّاعة -
ستكون الباصات شديدة الازدحام
وهي لابدَّ ستخرج بردانةً
ذلك البرد الذي يشعرن به
من وقتٍ لآخر
وسوف ننحشر في إحداها بين البردانين
محاولاً أن أدفِّئ كلّ!َ مسامِّ جلدها الطَّريِّ
بصبرٍ شديدٍ .


بالطَّبع
لن ترتاب في الأمرِ
ولن ترفض حين أدعوها – صراحةً -
أن تأتي إلى شقةٍ أملك الآن مفتاحها
ولكن ..
كيف يا ربُّ افتح معها هذه المسألة ؟!
آه لو تفهم ..
أو ..
ليس من الضَّرورة أن تفهم
يكفي أن أبدأ بدايةً تافهةً
وبعدها سيكون شكْلها مضحكاً جداً
وهي تشبه جثةً يُغسَّلها رجالٌ كثيرون
وسوف أنتهي منها
لأشعل سيجارتي بفخرٍ شديدٍ
كأنَّني عجوزٌ
استطاع - مرةً واحدةٍ - أن يلحق كرسياً في باصٍ
كان الازدحام على بابه
يشبه الدخول إلى الجنَّة مجاناً
وفي حين أنها لم تلمَّ بياضها بعد
من فوق السَّرير
سأنصتُ لدموعها التي ترتطم بالمخدَّةِ
وأحاول – فعلاً - أن أكون طيباً
يعني ..
أبرِّرُ لها فعلتي
فأقول وأنا أجمع الشُّعيرات اللامعة الصَّغيرة
من فوق الملاءة:


لأنَّني وحيدٌ أغلب الوقت
ولأن نظري ليس قوياً بالدَّرجةِ الكافيةِ
كي أري الله في الغرفة
كنت أشطحُ طويلاً
بعد أن أطفئ المصباح المعلق في السَّقف
كي يخرج الذُّباب


أشطحُ ...
يعني أفكر هكذا:
ماذا لو خلقني الله أعمى
فكنتُ مفسداً كبيراً
تماماً كما الآن
حيث أتقن وببراعةٍ
صُنع معصيةٍ تليق بعاصٍّ عتيدٍ مثلي
وبعدها أماتني الله


(هنا
سوف أضطرُّ أن أشرح لها
كيف سيرسل لي الله
شخصاً ليس جميلاً بالمرَّة
كي يتسلم وديعته
ويحطُّها بحذرٍ شديدٍ
في كيس مليءٍ بأرواح العُصاة
ثم يكتب في ورقةٍ طويلةٍ بيدهِ
كيف أتمَّ مهمته بنجاحٍ
يستحقُّ عليه ترقيةً
وحسد الملائكة الطَّيبين)


أتساءل بعدها
وصدقيني
بيني .. وبين نفسي:
كيف – إذن- سيحشرني الله أعمي
وأنا الذي أتتني آياته ..
فنسيتها ؟!

10-22-2005, 02:49 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مختارات لشاعر قصيدة النثر / عماد فؤاد - بواسطة ابن سوريا - 10-22-2005, 02:49 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رداً على الأصمعي ///// في قصيدة "صوت صفير البلبل" الإبستمولوجي 2 450 10-05-2014, 11:33 PM
آخر رد: الإبستمولوجي
  في الهزيع الرابع ِ - قصيدة دينية مسيحية مغناة thunder75 3 1,688 12-03-2012, 03:06 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  فراشة و قنديل و قصيدة .... Reef Diab 2 1,711 10-25-2012, 11:29 AM
آخر رد: محرر
  قصيدة دمشق و أحمد شوقي .. القديم الجديد . بهجت 0 1,141 03-22-2012, 06:59 PM
آخر رد: بهجت
  قصيدة للجواهري كانه يكتبها اليوم بسام الخوري 0 1,223 03-21-2012, 08:54 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 5 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS