اقتباس:  Albert Camus   كتب/كتبت  
مساء الفل

اقتباس:ما هذه المسرحية التي إنقضت على دين حتى تستوجب كل هذا الهيجان .. ولم لا نرى هياجاً في المقابل في أوروبا ‏المسيحية والتي يسب فيها النصارى في كل خطبة جمعة علناً وعلى رؤوس الأشهاد ومع ذلك توفر للمسلمين كل ‏الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية وإن تضمنت إهانات لأصحاب أديان أخرى.

هي مسرحية انقضت على شعب يعاني من الكبت والفراغ والقهر والتشدد والفقر ، فوجد فيها البعض فرصة للبحث عن معنى للحياة.

وهذا حال البلاد العربية كلها. وأعتقد أن المسيحيين لو كانوا أغلبية في الوطن العربي كانوا سيفعلون نفس الشيء في المسلمين، وهذا لا يمنع أنهم مضطهدون حاليا بحكم العدد فقط لا بسبب الدين الأكثر تسامحا أو الدين الأكثر تشددا . فكما ورد في موضوعك وأتفق معك فيه : ( أن الأديان كلها في السوء أتت من ذات الجراب لذات الحاوي وإن إختلفت الشخوص ).

أنت لم تشاهد مظاهرات الأمس ضد قناة روتانا لمجرد أنها تعرض برامج لفتيات تأتي أقلهن جمالا لتقول للأرض انهدي ما عليكي قدي. وأراهن أن أكثر المتظاهرين تشددا كان يقود في الحقيقة احتجاجا لأنه لا يحظى بإحداهنّ بين ذراعيه... ولا أخلاق ولا نيلة، فالكل ينصب على بعضه ليل نهار ، والكل يلهث وراء المال والكل يقول لك في ساعة صفا : متع قلبك وروحوا عن أنفسكم 24 ساعة ، والدين هو آخر ما يفكر فيه المواطن العربي في قرارة نفسه.

ولعل الحكومة المزنوقة من شتى الاتجاهات تجد في تلك الفتن فرصة لإظهار نفسها كقيادة حكيمة من حين لآخر وتشجع هذه الانفجارات الصغيرة في المجتمع ولكنها لا تسمح لها بأن تصل إلى حد معيّن . أي أنها تلعب بالنار ولكنها تحاول أن تطوقها في نفس الوقت كي لا تأكل الجميع.

أراكم بعد حين

بل وفي انحاء كثيرة من العالم حتى في الانظمة الديمقراطية توجيه الدهماء يتم عبر وسائل كثيرة لاسباب كثيرة. فالرياضات الشعبية والحانات واللوتري بل وحتى منتديات الانترنت وبالتأكيد الدين وغيرها تسخر لتحقيق اهداف كثيرة منها الهاء الدهماء سؤ واقعهم وتعييشهم بالوهم حتى لا يتسببو في مشاكل كبرى للنظام الذي يسيطر على البلد.

شكراً البير على التشخيص (ليس التمثيل):) الرائع للمشكلة