نعم المسيحيون يتعرضون للاضطهاد ، هذا ما تقوله الارقام : فنسبة تمثيل المسيحيين في البرلمان وبين اعضاء هيئات التدريس بالكلية ونسبتهم في الرتب الكبيرة في الجيش لا تتناسب مع نسبتهم من عدد سكان مصر .
وبعيداً عما تقوله لغة الارقام الموضوعية هناك بعض الشواهد الذاتية والتي تجعلني مؤمن بانهم يتعرضون للاضطهاد:
1. من المعروف ان قسم النسا والتوليد في كل جامعات مصر لا يقبل تعيين نواب او معيدين مسيحيين وحجتهم في هذا حجة قبيحة " امال عورة المسلمة حتنكشف علي مسيحي؟" ، ولكي يتم تنفيذ هذا يتم انقاصهم درجات عنوة .فاحد الاساتذة اعترف لنا بانه يسألهم عن سنة الظهر كم ركعة؟
2. يتم اطلاق القاب علي اخواننا المسيحين هي نوع قذر من العنصرية (بالمناسبة لن اذكرها) ، فهي تقال بين المسلمين فقط وتخلق حالة من الانقسام في وعي المسلم بين "الشعب المسيحي" والشعب المسلم.
3. بعض المسلمين يرفض السلام علي المسيحيين.
4. يعتقد المسلمين ان المسيحيين كفار ، وهنا اسرد قصه حدثت عند ركوبي لاحد المواصلات العامة ، حيث صرخت فجأة امرأة محجبة متهمةَ شاباً يقف ورائها بانه يتحرش بها جنسيا ، ولاننا كنا في نهار رمضان فقد قالت له " انت اكيد كافر ، انت لا يمكن تكون صايم ، انت مسيحي" ، وهنا رد عليها مسيحي كان يجلس بالخلف " وماله المسيحي؟ يعني هو ميعرفش ربنا ولا ايه"؟ وكادت ان تقوم فتنة لولا ان اخرس بعض الاخوة المعتدلين المرأة.

وغيرها من شواهد ذاتية لا تحضرني الان ويمكن الرجوع لمداخلة اخينا ابانوب فهي تعرض وقائع حقيقية ( مثل موضوع القساوسة عندما يمشون في الشارع).

ولكن من جهة اخري فالمسيحيون عنصريون ايضاً ، فهم يقومون بتلقين ابنائهم كيف يردون علي المسلمين في موضوع نقاش الاديان ، وكل النقاش الذي يتم في ساحة عقائد واديان هو مفهرس بطريقة منهجية في ادمغة شباب المسيحيين بحيث يستطيعون عرض حجتهم بطريقة قوية اذا حدث احتكاك ديني بينهم وبين المسلمين . ويلقنونهم ايضاً مفاهيم كراهية كزيادة في التأكيد علي قوة ايمانهم كأن يرددوا علي اسماعهم ان "الاسلام دين ارهاب وغزو" وان "محمد نبي كذاب" وان المسلمين ليس لهم حضارةوانهم غزاة ، وتكون النتيجة عقلية عنصرية نزقة في منتهي التعصب تحكم عقول الشباب المسيحي ، ولكنها تزيده ثقه في دينه .
طبعاً نستطيع تفهم وجهة نظر المسيحيين هنا ، فما يفعلونه هو ببساطة رد فعل علي نظرة الاستخفاف التي ينظر بها المسلمون للدين المسيحي ورد فعل علي الضغوط التي يواجهونها كشعب يقل عدده ، والتي تستتبع ان يكونوا روابطاً اقوي فيما بينهم. ولكن هذا لا يبرر ان يصنعوا ثقافة الكراهية هذه التي ستأذيهم قبل ان تاذي اي احد ، فعند الفتن لن يمنع شئ الدماء التي ستراق بينهم.

تحية