لماذا يكره الأخوة المسلمين بولس الرسول ؟!
تابع رقم ( 8 )
رحلة القديس بولس الرسول الثالثة :
أيضا من إنطاكية أيضا بدأت الرحلة الثالثة , وإذ قضي القديس بولس مدة من الزمن في إنطاكية بعد أن عاد إليها من رحلته الثانية رحل إلي بلاد " غلاطية " ففريجية يشدد عزائم الأخوة المسيحيين فيها .
في افسس :
التقي بولس الرسول بقوم كانوا قد اعتمدوا بمعمودية يوحنا , ولم يعرفوا معمودية المسيح , فأقنعهم الرسول بولس أن معمودية يوحنا إنما كانت للتوبة , وان يوحنا نفسه دعا الشعب إلي أن يؤمنوا بالذي يأتي بعده , وهو المسيح يسوع , فطلبوا أن يعتمدوا باسم الرب يسوع , فعمدهم الرسول بولس وبعد أن عمدهم , وضع الرسول يده عليهم ليقبلوا نعمة الروح القدس عليهم للتثبيت والتقديس فاخذوا يتكلمون بلغات غير لغتهم ( أع 19 : 1 – 7 ).
ثم دخل الرسول إلي مجمع اليهود , واخذ يتحدث اليهم لمدة ثلاثة اشهر عن ملكوت الله وهو يحاول إقناعهم بان يسوع هو المسيح , بيد أن بعضهم رفضوا أن يؤمنوا , فتركهم القديس بولس , وانفرد بالأخوة المسيحيين يحادثهم كل يوم في مدرسة رجل اسمه " تيرانوس " واستمر علي ذلك مدة سنتين حتى سمع جميع آسيا من يهود ويونانيين كلمة الرب يسوع .
وكان الله يجري علي يدي بولس معجزات عجيبة , حتى صار الناس يأخذون إلي مرضاهم ما مس بدنه من مناديل أو مآزر , فيضعونها علي المرضي , فتزول الأمراض عنهم , وتخرج الأرواح الشريرة , وتعظم وتمجد اسم الرب يسوع , فاخذ كثير من الذين آمنوا يأتون ويقرون بأعمالهم , وجاء كثير من الذين كانوا يمارسون السحر بكتبهم فاحرقوها أمام أنظار الناس كلهم , وحسبوا ثمن هذه الكتب فبلغ خمسين ألف قطعة من الفضة , وهكذا كانت كلمة الرب تنتشر وتقوي في النفوس ( أع : 18 – 20).
ملحوظة :
اعتقد لو كان لبيد بن الاعصم ساحر رسول الإسلام موجود في هذا المشهد , ما استطع أن يقاوم كلمة الله الحقيقية التي كان يبشر بها بولس الرسول , وكان من زمرة السحرة الذين احرقوا كتبهم أمام الناس لتظل كلمة الله هي الكلمة التي لا تستطيع كلمة أخري أن تقاومها .
ثورة الصناع في افسس علي بولس :
وفي افسس أيضا ثارت علي الرسول بولس ثائرة الصناع الذين يصنعون هياكل من الفضة تمثل هيكل الآلهة ارطاميس , وذلك بزعامة الصائغ ديمتريوس الذي خطب فيهم قائلا : أن بولس اقنع كثيرا من الناس في افسس وفي معظم أنحاء آسيا بقوله :
أن الآلهة التي تصنعها الأيدي ليست آلهة , وهذا خطر يؤدي إلي الاستهانة بصناعتنا , لا بل يعرض هيكل الآلهة العظيمة ارطاميس للازدراء ويهدد عظمتها بالانهيار , وهي التي يعبدها جميع الناس في آسيا , فاستشاط الصناع غيظا واخذوا يصيحون بصوت واحد نحو ساعتين ( العظمة لارطاميس آلهة الافسيين ) وعم الشغب المدينة بأسرها .
وأراد بولس أن يواجه الجموع , فلم يدعه الأخوة المسيحيين وطلبوا إليه أن لا يتعرض لخطر الذهاب إلي المشهد ( أع 19 : 23 – 41 ).
وبعد أن سكن الهياج في افسس دعا القديس بولس المؤمنين بالمسيح ووعظهم ثم ودعهم وسافر إلي ( مقدونية ) واجتاز في تلك النواحي ووعظهم بكلام كثير , وهناك كتب رسالته الثانية إلي كورنثوس , ثم اقبل إلي ( هلاس) وهي في بلاد اليونان وقد سميت أحيانا أخائية .
وفي كورنثوس عاصمتها كتب القديس بولس رسالته إلي أهل رومية , وأقام في " هلاس" في بلاد اليونان ثلاثة اشهر , ثم سافر بحرا إلي فيلبي ووصلوا بعد خمسة أيام إلي ترواس , وهناك مكثوا سبعة أيام , وفي يوم الأحد وكان الرسول بولس قد اعتزم السفر في اليوم التالي , اجتمع المسيحيون كالعادة لشركة كسر الخبز وهي خدمة القداس , وأطال الرسول بولس الكلام إلي منتصف الليل ثم كسر الخبز وتناول ( أع 20 1 – 12 ) .
ثم وصل القديس بولس إلي " ميليتس " علي بعد 26 ميلا جنوبي افسس لان القديس رأي أن لا يتأخر في آسيا وهو يريد أن يسرع لعله يصل أورشليم في يوم الخمسين ( أع 20 : 13 – 16 ).
سؤال :
يقول القديس بولس الرسول "و أعرفكم أيها الأخوة الإنجيل الذي بشرت به انه ليس بحسب إنسان , ........... بل بإعلان يسوع المسيح " ( غل 1 : 11- 12 )
فهل هناك انجيل لبولس ؟!
ج:
الإنجيل كلمة يونانية معناها بشري .
وقد استعملها بولس الرسول بهذا المعني , دون أن يقصد كتاب معينا . فقال في بعض الأوقات " انجيل خلاصكم " ( أف 1 : 3 ) أي بشري خلاصكم وقال " انجيل السلام " ( أف 6 : 15 ) أي بشري السلام أو البشارة بالسلام . وقل " انجيل مجد المسيح " ( 2كو 4: 4 ) , " انجيل مجد الله " ( 1تي 1 : 11 ) أي البشارة بهذا المجد ...
ولم توجد طبعا أناجيل بهذه الأسماء وبغيرها .
فعندما يقول بولس الرسول " أني اؤتمنت علي انجيل الغرلة , كما بطرس علي انجيل الختان " ( غل 2 : 7 ) . إنما يقصد انه اؤتمن علي حمل البشارة لأهل الغرلة أي الأمم , كما اؤتمن بطرس علي حمل البشارة إلي أهل الختان أي اليهود .... بشري الخلاص وبشري الفداء .
دون أن يعني طبعا وجود كتاب اسمه انجيل الغرلة , وكتاب اسمه انجيل الختان ...
ونفس المعني يؤخذ في كل تعبيرات الرسول
حينما يقول " قيود الإنجيل " ( فل 13 ) إنما يقصد السجن الذي يكابده بسبب مناداته بهذه البشارة . وعندما يقول " أموري قد آلت أكثر إلي تقدم الإنجيل " ( في 1 : 12 ) إنما يقصد بهذه البشارة بالخلاص . وعندما يقول " ولدتم بالإنجيل " ( اكو 4 : 15 ) إنما يقصد بهذه البشارة التي بشرتكم بها .... وهكذا في باقي النصوص , لأنه لم تكن هناك أناجيل مكتوبة في ذلك الزمان .
والسيد المسيح نفسه استخدم هذا التعبير .
ففي أول كرازته , حينما كان يوحنا المعمدان في السجن , كان المسيح " يكرز ببشارة ملكوت الله , و يقول قد كمل الزمان و اقترب ملكوت الله فتوبوا و امنوا بالإنجيل "( مر 1 : 14 – 15 )
أي انجيل هذا الذي كان يقصده المسيح ؟ ولم تكن هناك أناجيل مكتوبة , ولم يكن قد اختار تلاميذه بعد ؟
إنما كان يقصد : امنوا ببشارة الملكوت هذه
هذه البشري المفرحة بان ملكوت الله قد اقترب .
لقد جاءت المسيحية تبشر بالخلاص ... بالخلاص من عقوبة الخطية ومن سلطان الشيطان , الخلاص الأبدي بالفداء , وسميت هذه البشري أنجيلا
ونفس الوضع في كل استخدامات المسيح لكلمة انجيل وهي كثيرة . ولعل من أمثالها قوله لتلاميذه :
" اذهبوا إلى العالم اجمع و اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها " ( مر 16 : 15 )
ولم يكن هناك أي انجيل مكتوب في ذلك الوقت , إنما قصد السيد المسيح اكرزوا ببشري الخلاص هذه للخليقة كلها .
نفس الكلام ينطبق علي بولس الرسول في قوله " الإنجيل الذي بشرت به " أي بشري الخلاص التي بشرت بها.... وبنفس المعني قوله :
" صعدت أيضا إلي أورشليم ..... وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به بين الأمم " ( غل 2 : 1 – 2 )
أي عرضت عليهم الكرازة التي أكرز بها بين الأمم , البشري التي ابشر بها الأمم , انه صار الخلاص أيضا .
وهكذا حينما يقول في رسالته إلي رومية " الله الذي اعبده بروحي في انجيل ابنه , هو شاهد لي " ( رو 1 : 9 ) . يقصد في بشارة ابنه , وليس في كتاب اسمه انجيل ابنه أو انجيل المسيح .
[SIZE=4]لقد إفتقدناك يا عزيزي رياض , لك مني هذه حتي تعود (f)
|