حفلة اغتيال خاصة جداً ... يكشفها ميليس.. بقلم: نضال كرم مقالات واراء
أعتقد أنه لم يكن ينقص تقرير ميليس سوى أن يورد فيه حقيقة واحدة لو أنه ذكرها لكان أراح من في الأرض ليريحه من في السماء .. لكنه أضاع مفاتيح الراحة للأبد وسجن ضميره بانفرادية مظلمة عفنة ..



الحقيقة ما هي إلا أن يكون رفيق الحريري نفسه متفقاً مع المتآمرين على حياته ومجالِساً لهم بكل جلساتهم السعيدة التي قدّر الله لهم أن يلتقوا وتجتمع مصالحهم في إزهاق روحه ولم يكن ليشعر بهم أحد ولا يعجب لاجتماعهم إبليس نفسه ... فهل بدت الدهشة على أحد منا في اجتماع من عدّده التقرير بأنه تآمر واشترك في عملية الاغتيال ... ؟!!!
فمن الأحباش إلى الجبهة الشعبية إلى القادة الأمنيين اللبنانيين الأربعة إلى بعض المسؤولين السوريين إلى من لا يعلم بعد باشتراكه في الجريمة سوى الله جلَّ وعلا وميليس نفسه ، وخاصة ما تم ذكره عن إفادات لشاهد سوري – سري للغاية -
وبعد فإن من يكمل كشف ملابسات حفلة الاغتيال الخاصة جداً من تلك الشخصيات التي لبست لبوس الأصفياء والأتقياء الذين لا ينفكون يزهقون الباطل – حسب اعتقادهم – باتباع ما دَرَج عليه أصحاب الطريقة من الرواة أهل الثقة ... فلم تخلُ نهاراتنا في الأشهر الماضية من كشف المزيد من الأسرار التي ساهمت في صياغة أفكار ميليس في تقريره وما أبدعته أقلامهم – الحرة – من تقسيمات أقرب إلى المعزوفات الجهنمية ...
ما يسترعي الانتباه بُعيد تقرير ميليس رفض دمشق له وقبول بيروت به .. فهل وصل التباعد والتنافر بين العاصمتين إلى هذا الحد .. ؟!!! هذا ما يعطي دلالات لا تحتاج إلى الكثير من الفطنة إلى ما يدبر لبيروت ولكن هل من كان أمر حمايتها بيدهم نائمون ؟ .
ليست المشكلة الآن في تقرير ميليس وما تضمنه ... بل في الخطى السورية القادمة والتي لا تشبه أكث من شبهها بالسير على الصراط المستقيم الذي أعد لها ... وليس لها أن تحيد قيد أنملة عما يضمن - وبكل ما يصدر عنها من مواقف - محافظتها على وجود الشعب فيها حراً كريماً وأن تبعد عنه محارق أميركا والمخططات الشيطانية الموضوعة للتنفيذ ...
مرحلة حاسمة وخطرة من حياة سورية سوف تنتهي بتحديد مسارها المستقبلي فعلياً فقد حان دورها الآن بالبحث العالمي عما هو أخطر من أسلحة الدمار الشامل التي اتهمت بها بغداد واعتراف باول بعد أن دُمّرت بغداد وجرى فيها ما جرى بأن تلفيق الكذب أمريكياً صرفاً .. فهل تدع دمشق من يكذب على العالم بشأنها بعد أوان يُفِقد المنطقة توازنها بأكمله .. إن اختل توازن دمشق – لا قدر الله - .
هل يفيد بعد تقرير ميليس أن نبتعد عن فكرة أن الأحداث وما يتبع بعد .. ترسم السخرية المرة من شعوب الأرض قاطبة وليس من شعوب المنطقة فقط .. لأن ما يؤكد على الغوص في مستنقع الهاوية التي يُجرّ إليها العالم المتحضر بادية دون أدنى شك وبلا عملية تجميل واحدة يخضع لها وجه العالم القبيح والمزري ...
يقولون : أول الرقص حنجلة ... وما كان من ميليس أن أدى رقصته الأولى فماذا سيكون بعد من مجلس الأمن الذي سيرقص على أنغام ميليس نفسه ... ؟؟
من سخرية القدر بنا نحن البشر أن نرى العالم يهوي وليس هناك من رادّ لوقعته .
ولكن يبقى الرفض الشعبي لكل ما يخالف الضمير وإن افُتقد في العالم بأسره ... ولكل شعب رفض وطريقة يعبر بها عن رفضه ...
القوة في الشعوب المؤمنة بوجودها .