اتهام سوريا باغتيال الحريري تجنياً كبيراً والوقائع تدحض اتهامها الاخبار السياسية

ميليس دعا سوريا للقيام بتحقيق خاص بالجريمة لمساعدة لجنته ولبنان دعا الأطراف المعنية التعاون الصادق

فيما قال رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري ديتلف ميليس إن سوريا قد ترغب أن تجري تحقيقها الخاص في عملية الاغتيال بطريقة شفافة ومنفتحة جدا لـ" ردم الهوات وتكوين صورة أكمل عن منفذي عملية الإرهاب"،


أعلنت سوريا أنها ستواصل تعاونها مع اللجنة الدولية المستقلة في اغتيال الحريري خلال الفترة القادمة ، معتبرة على لسان مندوبها في الأمم المتحدة فيصل مقداد أن اتهامها قبل انتهاء التحقيق بعملية الاغتيال "تجنيا كبيرا" وأنها "تستهدف تضحيات سوريا في لبنان" بعد أن قدمت 13 ألف عسكري سوري قضوا وهم يطفئون نيران الحرب الأهلية في لبنان.



وأكد مقداد في كلمته خلال الجلسة التي خصصها مجلس الأمن لمناقشة تقرير لجنة التحقيق الدولية وبحضور رئيسها ديتلف ميليس أن سوريا" ستقدم أية معلومات يمكن أن تساعد اللجنة على استكمال عملها ونشر الحقيقة" مكررا ما كان الرئيس الأسد قاله في لقاءه لقناة CNN الأمريكية من أن سوريا "على استعداد لتقديم أي سوري يثبت بالدليل القاطع علاقته بالجريمة وتقديمه للمحاكمة أخذا على اللجنة أن كان عليها أن تكتفي بتقرير إجرائي ريثما تكمل تحقيقها وإقامة الدليل على صحة اتهاماتها معربا عن تطلع سوريا أن يناقش مجلس الأمن تقرير ميليس في ضوء النقاط التي أثارتها.



ولفت مندوب سوريا في كلمته إلى أن الوقائع تؤكد أن سوريا تعاونت مع اللجنة الدولية بكل صدق وإخلاص وأنها تدحض كل الاتهامات بعدم تعاونها معتبرا أن التقرير بشكله ومضمونه يضع سوريا في دائرة الاتهام قبل أن ينتهي التحقيق معتبر ذلك" تجنيا كبيرا على سوريا".



ولفت مقداد إلى أن الفرضية التي بنى ميليس اتهامه لسوريا بموجبها تقول في الفقرة الثامنة من التقرير أنه " ولما كانت أجهزة الاستخبار السورية واللبنانية العاملة معاً متغلغلة في المؤسسات والمجتمع في لبنان، فإنه يصعب تخيّل أن يكون هذا الاغتيال المعقّد قد ارتُكب من دون معرفتها" وتساءل "ما الذي يمكن أن يقال عن جرائم الإرهاب الكبرى 11 أيلول و7 تموز في لندن وفي اسبانيا وغيرها الكثير من الأعمال الإرهابية رغم كل ما لدى تلك البلدان من أجهزة أمنية.. وخلص إلى أن اتهام كهذا لسوريا هو "اتهام لكل جهاز أمن في العالم تقع على أرضه جريمة إرهابية".



وانطلق مندوب سوريا مما قاله ميليس في تقريره من "إن التحقيق في عمل إرهابي كهذا له أبعاد دولية متعددة الأوجه وتشعبات يحتاج عادة الى أشهر (إذا لم يكن سنوات) لإنهائه بحيث يمكن إقامة أرضية صلبة لأي محاكمة محتملة لأي أشخاص متهمين" لمخاطبة من أسماهم "أولئك الذين يتسابقون لإصدار أحكام مسبقة والدفع باتجاه قرارات وفرض إجراءات والسعي هناك وهناك لحشد أعضاء من مجلس الأمن لدعم مغالاتهم وأتساءل عن الأهداف الحقيقة التي يسعون إليها والتي أجزم أنها يمكن أن ترتبط بكل شيء إلا بالوصول إلى الحقيقية التي تسعى سوريا والمجتمع الدولي للتوصل إليها".



من جهته قال رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري أن "طرق عمل اللجنة ستبقى كما هي ... وأنها ستقوم باستجواب المزيد من الشهود " لافتا خلال كلمته أمام مجلس الأمن الذي يجتمع لمناقشته تقريره أن لجنته انتجت 91 ألف صفحة وأقام 450 دليل على الجريمة.



وأضاف ميليس أن تحقيقه توصل وحدد بعض الخطوط الرئيسة ووضعت العناصر الأساسية التي تساعد التحقيق معتبرا أن هذه القضية معقدة وواسعة جدا وأن التحقيق لم يستكمل بعد وأن لجنته وتحتاج إلى مزيد من الوقت للتوصل لمزيد من الأدلة لافتا إلى أنه من الطبيعي أن تأخذ قضية كهذه تحتاج لعدة أشهر وربما سنوات للتوصل إلى ملف واضح يرفع إلى المحكمة ونوه إلى أنه "متى استكملت أعمال اللجنة يبقى على السلطات اللبنانية أن تحدد طبيعة الآليات القضائية ومكانها ".



وقال رئيس لجنة التحقيق الدولية أن عمله سيوفر فرصة إضافية للسلطات السورية كي تظهر مزيدا من التعاون القيم إضافة إلى توفير الكثير من الأدلة الجوهرية بالنسبة لعملية الاغتيال، ولهذا السبب تحديدا يضيف ميليس فإن السلطات السورية قد ترغب أن تجري تحقيقها الخاص في اغتيال الحريري وذلك بطريقة شفافة ومنفتحة جدا واعتبر أن من شأن هذا أن يساعد اللجنة على ردم الهوات وتكوين صورة أكمل عن منفذي عملية الإرهاب التي حصلت في 14 شباط 2005.



وشدد ميليس إلى أن أمن أفراد اللجنة يجب أن يشكل أولية لأن "المخاطر كانت كبيرة، وبخاصة بعد إصدار التقرير، مضيفا إن اللجنة تلقت عددا من التهديدات(من جهات) لأنها اعتبرت أن فريق عملنا ليس صاحب مصداقية.



وكان مندوب لبنان بطرس عساكر دعا في كلمته أمام مجلس الأمن "باسم لبنان، كل الأطراف المعنية" في تحقيق ميليس "للتعاون بشكل فعال وصادق مع اللجنة للتوصل إلى الحقيقة كاملة ومعاقبة المجرمين إينما كانوا استجابة لتطلعات الشعب اللبناني.."





سيريا نيوز

2005-10-25 17:15