كما تقول الاسفار المقدسة أختارت مريم النصيب الصالح الذى لن ينزع منها ابدا(المشكلة ايه هو النصيب الصالح) هلا بالرفيقة الحاجة مريم نورتى الشريط(f)

طبعا انا كنت متأكد من طبيعة رد فعلك كما بالضبط كما تنبأت مسبقا برد فعل العزيزة الغالية مسلمة ففى هذا النادى لاشئ يصعب على التنبؤ فكلنا حافظين بعض:D
توقفت مرات عدة امام عظة الجبل الشهيرة المنسوبة الى يشوع بن يوسيف او الرب يسوع او عيسى بن مريم,وكنت أتعجب دائما لطبيعة الخطاب التبشيرى الذى يجعل منها عنوان لعقيدة المحبة(لم يظهر لعقيدة المحبة تلك اى أثر فى عالم الاحياء كما انه لا أثر لها فى عالم الاموات ايضا)اعدت قراءة العظة فى سياقها التاريخ الاجتماعىالسياسى فوجدت نفسى امام خطاب ثورى ملئ بالاحتقان والالم ذو معانى ملتبسة او فلنقل شفرة لايدركها الا المقربون ولا شفرة دافنشى...فعظة الجبل تتحدث عن فقراء هم اكثر غبطة من مكتنزى المال ومضطهدون ومعذبون وعالم حالتها بالويل لكنها تشير الى ثمة مضطهد ومن يمارس القهر بحق فقراء يهوة وينتزع منهم حقوقهم الاصيلة التى اخذوها كبشر ليس منة من أحدا وهذا الكائن هو روما لنقل ان عظة الجبل كانت تنديدا بسلطة الاحتلال الرومانى وتشهيرا بها على الملأ كما كانت تنديدا بالكهنوت الدينى المتحالف مع أغنياء اسرائيل,الكهنة فهموا اللعبة واسرعوا الى حليفهم سلطة الاحتلال وقالوا انظروا هذا الرجل يثير الناس ضد قيصر!!! لكن سلطة الاحتلال لم تكن ترغب على الاطلاق فى الظهور بمظهر غير متحضر وتعتقل رابى (معلم) شاب يمتهن النجارة رغم كل تسريبات خصومه انه كان يحضر لثورة ما فى وقت ما(وهوبالفعل ماكان ينتويه)الا ان روما تعرف بشكل أكيد ان هذا المشيح لن يكون افضل من سابقيه لو فكر فى ثورة ما,والامر سينتهى به الى خشبة العار او يذبح فى معركة دامية...
لذا فتسمية عظة الجبل بخطاب انهزامى هو قول فيه نظر بل كانت خطبة ثورية من المقام الاول,الا انها لم تكن مريحة ليهوذا مثلا فهو شخصية صدامية وعايز يجيبها على بلاطة,ورابى يشوع كان ينتهج نهج ان اسرار الملكوت القادم ينبغى الا تذاع على الملأ نوع من الاحتياطية فى التكتم.....
الموضوع بصراحة انى كنت بفكر ماهى الطريق التى نستطيع ان نخاطب بها انفسنا والاخرين فى ظل عالم مختلف قوى متجبر يستطيعوا ان يفنونا عن بكرة ابينا بعدة قنابل نووية ويقولون ان عدة ضباط متهوسين غير منضبطين قاموا بها ثم يتذكرونا بالنوح وايقاد الشموع كل عام متمتمين فى سرهم أهموا غاروا فى داهية!! لاكعادة الغرب يعنى!
تفكيرى فى هذا قادنى الى موعظة الجبل الغريبة فأكتشفت ان هذا الرابى اليهودى الثائر يشوع بن يوسيف كان غارقا فى نفس القضية وانه كان يتكلم برموز عشان مايدخلش العمبوكة متعمدا اثارة الفرقة بين رجال الدين وقوات الاحتلال مستقويا بهؤلاء على اولئك...الا ان خطته فشلت طبعا وتحولت حركة المتطهرين الثورية بقدرة قادر الى دين الامبراطورية وسبحان مغير الاحوال:D
لكن تحولها الى دين امبراطورى زاد فى الطين بلة على دماغ فلسطين وسكانها....المهم فى الموضوع نحن بحاجة الى اكتشاف اداة تواصل مع هذا الاخر الغربى لاننا ببساطة بحاجة لما عنده من علم ومعارف فى اشياء كثيرة كما اننا وعلى بلاطة لن نستطبع ان نهزمه عسكريا ليس فقط لقوته بل لاننا نخاف من ان نتحد ,ومصالح قطر مع امريكا اعمق واقوى من مصالحها مع السعودية وحاجة شيعة العراق لعون الامريكان اشد من حاجاتهم لعون ايران ولو تدخل امريكى مباشر لظلت السودان حتى اللحظة غارقة فى حروبها الخ الخ الخ

المهم انتى كنت فين من زمان يامريم:D