يوم نداء القدس










بقلم : شارل أيوب








اليوم يوم القدس، وترتسم كنيسة القيامة والمسجد الأقصى أمام أذهاننا وهما تحت الإحتلال.‏
يغتصب الغاصب أرضنا، ويغمض العالم عينه عن الجرائم ضدنا، فلا منطق الحق يقوم، ولا منطق ‏العدل ينظر إليه العالم، بل منطق القوة الذي اعتمدته إسرائيل لاحتلال أرضنا واغتصاب ‏القدس.‏
اليوم يوم القدس، وحكومة الرئيس السنيورة تكاد تهدر الدم الفلسطيني في البقاع، ونقول ‏للرئيس السنيورة لا تكون وصفي التل الثاني الذي هدر دم الفلسطينيين أكثر مما هدره ‏الإسرائيليون، فكيف تعطي الأوامر للجيش اللبناني لتطويق المراكز الفلسطينية، وأي ‏اشتباك سيحصل سيكون هدراً لدم الفلسطينيين وهدراً لدم الجيش اللبناني الذي هو شرفنا ‏وهيبتنا في لبنان؟
للرئيس السنيورة نقول، لم نعد نحتمل سياستك، فأنت ترسم الحدود من جهة واحدة مع سوريا ‏دون تشكيل لجنة مشتركة، ودون تنسيق مع الأمم المتحدة، وأنت تعطي الأوامر للجيش لتطويق ‏الفلسطينيين في البقاع، وكأنك تتلاقى مع الأوامر الإسرائيلية في تصفية الشعب الفلسطيني في ‏الضفة الغربية وغزة.‏
نقول للسنيورة لم نعد نحتمل الإزدواجية، ونقول له أنه إذا كان السيد تيري رود لارسن قد ‏اختار الرئيس السنّي الذي هو رئيس الوزراء لضرب الفلسطينيين وضرب المقاومة، فالسنّة ‏دائماً كانوا رواد العروبة وأبطالها، ولا يمكن لصيدا وطرابلس وبيروت، ولا يمكن لأي عربي بأن ‏يقبل ما يحصل في لبنان.‏
بالأمس كانت إسرائيل تحتل جنوب لبنان، وبقيت فيه 27 سنة، وطوال 12 سنة كنت يا دولة ‏الرئيس وزيراً في الحكومات المتعاقبة، فلم نجدك تطالب بإرسال الجيش في وجه العدو ‏الإسرائيلي، فلماذا ترسل اليوم أكثر من ألف جندي و50 دبابة لهدر دم الفلسطينيين في ‏البقاع، في حين إن المشكلة ليست هناك، بل ان المشكلة هي في حفظ الأمن في لبنان، وخاصة في ‏العاصمة وفي اعتقال المجرمين الذين يقتلون الصحافيين والسياسيين؟
في يوم القدس نتطلع إلى قدسنا الشريف، نشعر بالحنين إلى قبة الصخرة، ونشعر بالحنين الى ‏كنيسة القيامة، وننظر إلى درب الجلجلة التي سار عليها المسيح، فنرى الشعب الفلسطيني ‏مصلوباً على الصليب، على أيدي الإحتلال، وفي الوقت ذاته نرى الرئيس السنيورة يرسل وحدات ‏الجيش لتطويق مواقع فلسطينية لأن السيد تيري رود لارسن يريد ذلك.‏
اليوم يوم القدس، وسوف يلقي سيد المقاومة السيد حسن نصرالله كلمة في المناسبة، ولعلنا ‏نسأل سماحة السيد هل إن مهمة وزراء المقاومة هي في إصلاح الكهرباء أو وزارة العمل، أم ‏حماية لبنان القوي بمقاومته والحفاظ على عروبة لبنان وممانعته في وجه الهيمنة الإسرائيلية؟
فكيف إذاً يسكت وزراء المقاومة عن ترسيم الحدود من طرف واحد، وكيف يسكت وزراء المقاومة ‏يا سيد المقاومة عن تطويق مواقع فلسطينية، وكيف يسكت وزراء المقاومة يا سيد المقاومة ‏عن الإنقلاب الحاصل ضد عروبة لبنان؟
فهل كان الهدف من دخول وزراء المقاومة الحصول على وزارات خدمات، أم أنهم يحملون إرث ‏الشهداء بالآلاف لتحرير الجنوب اللبناني والبقاع الغربي من الإحتلال الإسرائيلي، الذي زال ‏عن لبنان ليطل بوجه آخر هو انقلاب في الداخل على عروبة لبنان، وعلى وطنية اللبنانيين، ‏وعلى ترهيبنا ووضعنا تحت وقع الجريمة التي لا علاقة لنا بها، وإطلاق الإتهامات جزافاً لكي يسهل ‏تنفيذ القرار 1559 من خلال تنفيذ القرار 1595؟
كيف لا ينتفض وزراء المقاومة يا سيد المقاومة على طاولة مجلس الوزراء، ويقولون للرئيس ‏السنيورة كيف تتخذ قراراً بترسيم الحدود من طرف واحد، ودون إرادة التعاون مع الأمم ‏المتحدة، أو مع لجنة سورية لبنانية مشتركة؟
في يوم القدس، نشعر بالحنين إلى القدس الشريف، ونرى الهيمنة الإسرائيلية تحيط بالمسيح ‏وصليبه، وتحيط بالمسجد الأقصى وقدسيته، ونرى أن الداخل اللبناني ينقلب ضد العروبة عبر ‏مواقف حكومة السنيورة، فبين الإجتماع الذي عقده السنيورة في واشنطن، وبين تقرير ميليس، ‏وبين تقرير السيد تيري رود لارسن مضبطة اتهام ضد لبنان، وضد المقاومة ومؤامرة لتوطين ‏الفلسطينيين، وخدمة لصالح اسرائيل، فيما حكومة السنيورة التي تضم وزراء المقاومة تسير ‏بانقلاب كامل ضد عروبة لبنان ومقاومته.‏
الرئيس السنيورة عليه أن يختار بين أن يكون وصفي التل الثاني رئيس الوزراء الأردني ‏الذي ذبح الفلسطينيين، وبين الرئيس الشهيد رشيد كرامي الذي طالب بالوفاق الداخلي بشأن ‏المقاومة.‏
الرئيس السنيورة يسير عكس الشعور الوطني، والرئيس السنيورة بات يعمل لدى السيد رود ‏لارسن ولدى القاضي ميليس، ولا نعتقد أن صيدا التي أنجبت الرئيس السنيورة تقبل بأن يكون ‏دور رئيس الحكومة السنّي ـ وعفواً للعبارة الطائفية ـ صاحب دور ذبح المقاومة الفلسطينية ‏وهدر دم الفلسطينيين، وأن يكون رئيس الحكومة السني ناكراً للعدالة ولشهادة الله أن لا اله ‏الا الله، وطاعن العروبة في لبنان.‏
فؤاد السنيورة.. إنتبه، أنت مع حسن السبع، وغيرك من الوزراء تضربون العروبة ودور ‏الطائفة السنّية ولبنان، وتخونون مبادئها.‏
فؤاد السنيورة والوزير حسن السبع مهلاً، لا تستخفوا بدم الفلسطينيين والعروبيين في لبنان، ‏لا تستخفوا بسلاح المقاومة، فانه سلاح استشهادي مصمم على القتال ضد اسرائيل حتى يوم ‏القدس، حتى يوم تحرير القدس، حتى يوم دق أجراس كنيسة القيامة في القدس، وحتى يوم صلاة ‏الفجر وآذانه عبر مأذنة المسجد الأقصى.