[quote] همس الغروب كتب

طيب لماذا لايوجد حياة من جديد بعد الموت ....
مالفائده من وجودنا ...

...............[/color]



أنت تسأل، "لماذا لا يوجد حياة بعد الموت؟"

لماذا تشترط على الحياة أن تكون أزلية لكي يكون لها "فائدة"؟ يعني اما أن تكون الحياة لانهائية أو أنها عديمة الفائدة؟

لنأخذ مثلا فيلما معينا. ما هو فيلمك المفضل؟ مهما يكون الفيلم جميل و مضحك أو مبكي، فيجب أن ينتهي. حتى لو كان الفيلم يجمع أكبر نجوم السينما، فبعد ساعتين سيشعر الجمهور بالملل. أذكر أيام عرض فيلم LORD OF THE RING أن الكثير من المعجبين بالفيلم اشتكوا، "الفيلم كان رائع للغاية و أحببناه، لكن في النصف ساعة الاخيرة شعرنا بالملل."

ثم يا عزيزي يمكن أن نسأل السؤال ذاته اذا كانت الحياة أزلية أيضا.

يعني لنفرض أن الانسان لا يموت و يعيش أزلا. عندها سيكون نفس السؤال وارد، "ما معنى هذه الحياة التي لا تنتهي و ما الهدف منها؟" الحياة التي لا نهاية لها لا يمكن أن يكون لها هدف، لأن الهدف بحد ذاته يعبر عن نهاية معينة. تصور أن ملعب كرة القدم لا نهاية له. سيجري اللاعب بالكرة و يجري و يجري، الى أين؟ لا يوجد هناك نهاية في الأفق!

المفكر و الروائي الامريكي مارك توين قال، "لا يزعجني أني لم أكن موجودا قبل أن أولد، و لذلك لا يزعجني أن لا أكون موجودا بعد أن أموت."

هذه الفكرة حكيمة جدا. كلنا لم نكن موجودين قبل أن نولد. و لكني لم أسمع أن أحدا يندم أو يحزن بسبب هذا. فلماذا ننزعج اذن من فكرة أننا لن نوجد بعد الموت؟ اللاوجود ليس فيه ألم أو حزن أن ندم.


و فوق كل هذا، فإن السؤال، "ما الفائدة و الهدف من وجودنا؟" يشترط وجود الإله. الفوائد و الاهداف هي أشياء يحددها العقل، فإذا كان الإله غير موجود، اذن فلا يمكن أن يكون لوجودنا هدف او فائدة إلا ما يحدده عقلنا نحن. البعض منا اختار أن يجعل الدراسة هدفا لحياته، و البعض إختار السياسة، او العائلة او الدين او الشيوعية او الرياضة او الترحال، الخ. الفائدة او "الهدف" هو شيء نحدده نحن لأنفسنا و لا يمكن للكون أن يحدده لنا و لا توجد آلهة تحددها لنا.

أعتقد أن ايمان البعض بالحياة الازلية (مع احترامي لهم) هو مجرد كبرياء مختلط بالرعب من الموت.

و هناك وهم في الاديان يقول أن الحياة لا قيمة لها اذا كانت محدودة و تنتهي بالموت. بالعكس!!! الحياة لا قيمة لها اذا كانت أزلية. يعني اذا كنا كلنا سنقوم بعد الموت، فما المانع مثلا أن أمسك بندقية و أقتل مئة شخص عشوائيا الان؟؟ ألن يقوموا من الموت؟ اذن لا ضرر في ذلك!

لكن حقيقة أن الحياة محدودة و تنتهي بالموت هي التي تجعل الحياة نادرة و غاية في الاهمية و القيمة. الاشياء النادرة و الهشة هي فقط التي يرتفع ثمنها، أما الاشياء الفائضة و التي لا تزول، فهي رخيصة و متوفرة عادة! اذن اللادينية تقدس حياة الانسان اكثر من كل الاديان بمليون مرة، حيث الحياة عندهم ليست إلا مرحلة اختبار، و الموت عندهم شيء تافه و ليس إلا محطة عبور الى حياة اخرى (خرافية طبعا).