حد اللسان أقسى من حد البنان .

الغربيين المؤيدين لإسرائيل ثار غضبهم حين سمعوا كلمة أحمد نجاد ، وهؤلاء يتبخترون بعنجهيتهم ونسوا تماما أن اسرائيل ليست سوى فلسطين المحتلة ، إذا كان لليهود تاريخ في فلسطين فليطرقوا الباب بتهذيب ويستأذنوا الحكومة الفلسطينية ويكافحوا ، إن رفضت، بالوسائل السلمية كي يسمح لهم بإنشاء جامعة عبرية في فلسطين، متحف عبري ، مركز أبحاث عبري، مدارس لتعليم اللغة العبرية وإحيائها ، مجانية أو برسوم رمزية ، دون المساس بالتاريخ الفلسطيني أو الحقوق الفلسطينية أو سيادة الفلسطينيين على أرض ورثوها من آبائهم وأمهاتهم، ودون احتلال أرض وأخذها عنوة من أصحابها وإقامة نظام تطهير عرقي شبيه بذلك الذي فعله الهولنديون بجنوب أفريقيا .

فليحتقر الفرس العرب إن شاءوا ، فليزعموا أن العربيات لم يلدن عمر الخيام وأن عربيا لم يكتب الشاهنامة، فليزعموا أن لهم أرقى تاريخ وأسمى حضارة، ما أكثر الغربيين الذين يحتقرون المصريين والعراقيين ولكنهم يعشقون الآثار الفرعونية والسومرية، هل سوف أنكر أن الأقصر هي طيبة القديمة لأنني لا أحب المصريين مثلا؟ هل أنكر أن القدس عربية لأنني أكره الفلسطينيين؟ هذا أمر وذلك أمر ولا شأن لهذا بذاك .

نحن في زمن التطبيع ، شارون ضحك على ذقون العرب وأخرج المستوطنين من غزة ليضعهم في الضفة الغربية، لا يهمه مشاعرهم وإخراجهم من بيوتهم فهم أحجار على رقعة شطرنج، المهم أن يصور دموعهم ويستخدمها من أجل الحصول على علاقات تجارية طبيعية مع دول الجوار، نجاد ذكر العالم مرة واحدة أن اسرائيل لم يكن لها الحق في الوجود أساسا .. من أصله !! هناك من بكى دما من مؤيدي إسرائيل في الغرب لأنها اتخذت اجراء مؤلما بإخلاء مستوطنات غزة التي كانت حمايتها تكلف جيوب دافعي الضرائب الأمريكان "الحمقى" ! إن الذين يحبون اسرائيل يكرهون العالم العربي والإسلامي وليسوا بحاجة إلى مبررات من تصريحات أو خلافه، بل هم بحاجة إلى من يسمعهم ما يكرهون .

لو سألت أي فلسطينية إذا كان يهمها الدعم المادي أو المعنوي أكثر فستقول هو الدعم المعنوي، لا يريد الفلسطينيون من ينظر إليهم كمساكين يستقبلون الصدقات بل كأصحاب حق وأصحاب قضية .

إيران في نهاية المطاف هي بلد أكثر استقلالية وكرامة، أكثر تقدما من ناحية حقوق الإنسان من أي بلد عربي سواء أكانت شيعية أم وثنية ماذا قدم العرب لإيران وماذا بوسعهم أن يقدموا؟ فليقدم الإيرانيون دعما ماديا أو معنويا أو كتبا تبشيرية فإيران ليست ملزمة بالعرب، ليس للمتسول أن يفرض شروطه ، فليحسن العرب علاقاتهم بإيران أو بالصين بدلا من أن يطيلوا ألسنتهم على من يتعصب لصالحهم .