بسم الله الرحمن الرحيم
‏28/10/2005‏

إيران تثأر لفلسطين

البروفيسور عبد الستار قاسم

هب المعتدون من أهل الغرب بشراسة في وجه الرئيس الإيراني لقوله بأنه يجب إزالة إسرائيل ‏من خريطة العالم. فرنسا وأمريكا وبريطانيا ودول كثيرة أخرى عبرت عن استيائها الشديد ‏وإدانتها لأقوال الرئيس الإيراني. هذه الدول العدوانية التي تمتهن النصب السياسي واستغلال ‏الشعوب والهيمنة لم تثر لها حفيظة إزاء إزالة فلسطين عن الخريطة عام 1948. ملايين اللاجئين ‏الفلسطينيين يعيشون على مدى حوالي ستين عاما في ظروف قاسية وصعبة من أجل أن تبقى ‏إسرائيل، وهذه الدول التي تدعي حرصها على حقوق الإنسان تصر على عدم عودة اللاجئين إلى ‏بيوتهم وممتلكاتهم.‏

المهم أنه لم يقف عربي يدافع عن الرئيس الإيراني، أو يدافع عن فلسطين، وكأن العرب قد اكتفوا ‏بوعد لإقامة كيان هزيل في حجرة ضيقة لا تصلح لدولة. ‏

الرئيس الإيراني يتحدث عن موضوعية التاريخ التي لا شك أنها تضع إسرائيل دائما أمام مستقبل ‏عصيب. إسرائيل تبقى عبارة عن جسم غريب في المنطقة العربية الإسلامية، ولا أظن أن القوة ‏العسكرية ستجبر هذا العملاق المترامي الأطراف على استيعابها. أي أن مسألة وجود إسرائيل ‏مستقلة عن رأي هذا وذاك، وهي في ذمة التطورات التاريخية الموضوعية. وإذا كان لدى ‏الإسرائيليين إدراك للمحيط الموضوعي الذي تجدف به إسرائيل لبحثوا لأنفسهم عن محيط آخر ‏يمكن أن يستوعبهم. فلا يغتر الإسرائيليون بمواقف أنظمة عربية ترفضها شعوبها.‏