{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
خطة الصهاينة في اعوام الثمانينيات وما تحقق منها
بيلوز غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 533
الانضمام: Mar 2005
مشاركة: #7
خطة الصهاينة في اعوام الثمانينيات وما تحقق منها
تفتيت العالم العربي لم يعد حبيس الوثائق السرية



د. فيصل القاسم




في الوقت الذي تتجه فيه معظم دول العالم إلى التكتل والانصهار ضمن تجمعات اقتصادية وسياسية عملاقة متجاوزة إطار حتى الدول فما بالك الإقليم أو الطائفة أو القبيلة، نرى أن العالم العربي يسير عكس نظرية النشوء والارتقاء على صعيد التجمع والاتحاد. فبينما يعمل الجميع على التخلص من طور الإنسان الطائفي أو القبلي أو العشائري أو المذهبي المتقوقع للانطلاق إلى طور الإنسان العالمي أو على الأقل الإقليمي نجد أن الفرد العربي مطلوب منه أن يحتفظ بمكوناته «القردية» المتخلفة حسب التوصيف الدارويني مع العلم أن العقيدة التي يؤمن بها السواد الأعظم من العرب ألا وهي الإسلام حثـّت على التجمع والوحدة في إطار التنوع والاختلاف. يقول الله عز وجل:{إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا}. والمقصود بالتعارف هو التعاون والاتحاد والاندماج وحتى التكتل بلغة اليوم. لكن بدلاً من العمل بالآية الكريمة نرى أن العرب يتجهون أكثر فأكثر إلى التطويف بفعل المخططات الاستعمارية الجديدة التي لا يهدأ لها بال إلا بتحويل العالم العربي إلى طوائف ومذاهب وأعراق متناحرة. ولا أبالغ إذا قلت إن المخططين لهذا التشرذم في الداخل والخارج يحاولون قلب الدعوة الإلهية المذكورة رأساً على عقب لتصبح في ديدنهم الشيطاني: «وسنجعلكم طوائف ومذاهب وشراذم لتقاتلوا وتذابحوا إن أكرمكم عندنا أكثركم طائفية ومذهبية وتعصباً». والخطير في الأمر أن مشاريع التفتيت والتطويف لم تعد حبيسة الوثائق السرية التي كان يسخر منها رافضو نظرية المؤامرة بل أصبحت أمراً واقعاً.

ولعل العراق هذه الأيام ومن بعده لبنان أكثر بؤر التوتر الطائفي والعرقي في العالم العربي. لكن هذا لا يعني أن بقية الدول العربية آمنة من هذا الخطر المدمر. فالمنطقة بأكملها معرضة للهزات القومية والطائفية. فالسودان بوابة العرب إلى أفريقيا مهدد بالتقسيم على أسس عرقية. والسعودية مهددة بتركيبتها المذهبية، وأيضاً البحرين، وسوريا مهددة بتشكيلها الطائفي، وسيف التوتر الديني مسلط على مصر. والغريب في الأمر أن العالم العربي ليس وحده القائم على تنوع عرقي وطائفي ومذهبي وديني، فأمريكا التي تحاول إعادة الشرق الأوسط إلى انتماءته البدائية كي تحكم قبضتها عليه هي ذاتها مزيج عجيب غريب من الأعراق والطوائف والأديان، لكنها تحافظ على تركيبتها البشرية بأسنانها. وكذلك الدول الكبرى الأخرى التي انصهرت داخلها كل الأعراق والديانات والطوائف. ولعلنا لاحظنا كيف أن الحكومة البريطانية طردت وزيرة من منصبها ذات مرة لمجرد أنها تفوهت بنكتة عن الباكستانيين في بريطانيا اعتبرتها السلطات مسيئة للمشاعر القومية لدى الأقليات. بعبارة أخرى فإن المسألة العرقية والطائفية خط أحمر في الغرب.

التطويف إذن ليس مطروحاً إلا عربياً وإسلامياً، فبينما لا يسمح الغرب بمجرد الحديث عن الحساسيات «الأقلوية» ويرفض انسلاخ أي جزء منه على أسس عرقية أو مذهبية أو حتى ثقافية عمل المستحيل كي يمنح تيمور الشرقية استقلالاً كاملاً عن إندونيسيا في حين ترفض بريطانيا رفضاً قاطعاً عودة إيرلنده الشمالية إلى جمهورية إيرلندة وكذلك أمر فرنسا مع كورسيكا وإسبانيا مع إقليم الباسك وروسيا مع الشيشان. أما عندنا فقد أصبح التطويف شعار المرحلة. وقد شاهدنا كيف تحول العراق من دولة متماسكة متمازجة إلى كيان طائفي وعرقي ومذهبي بامتياز. صحيح أن النظام السابق كان ديكتاتورياً إلى أبعد الحدود لكنه لم يفرط أبداً بالتماسك والتجانس المجتمعي والسياسي للعراق. فلم يكن العراقيون يعرفون على مدى أكثر من نصف قرن أي نوع من الطائفية البغيضة حتى جاء الاحتلال الأمريكي فغدت البلاد مرتعاً للطائفيين إلى حد أن الانتخابات العراقية الأخيرة جرت على أساس طائفي وعرقي بحت وهو ما يتناقض تماماً مع الديمقراطية الأمريكية الموعودة للعراق. فالديمقراطية أو المجتمع المدني الذي يبشرنا بهما الغرب نقيضان للطائفية والقبلية والمذهبية. فلا وجود لمجتمع مدني في ظل القبلية أو التمترس الطائفي مثلاً لأنه لا يقوم على الانتماءات الضيقة بل على المواطنة التي تلغي كل أشكال التمييز المجتمعي. وكذلك الديمقراطية فهي تقوم على التحزب السياسي. فالحزب في المفهوم الديمقراطي الحديث هو بوتقة من المفترض أن تنصهر داخلها كل الطوائف والأعراق والمذاهب لتشكل اتجاهاً سياسياً. هل سمعتم مثلاً أن حزباً غربياً ذا اتجاهات بروتستانتية أو كاثوليكية مثلاً؟ فحتى الأحزاب التي تتخذ اسما مسيحياً كالحزب المسيحي الديمقراطي في ألماينا لا تتصرف على أسس دينية أو مذهبية أو طائفية بل هي أحزاب سياسية عامة.

أما عندنا فالديمقراطية تسير على رأسها بالمقلوب بحيث أصبح مطلوباً من الإنسان العراقي مثلاً أن يصوت في الانتخابات على أسس طائفية بحتة. ولعلنا لاحظنا أن علمانياً متطرفاً مثل أحمد الجلبي دخل الانتخابات تحت عباءة السيستاني كي يضمن لنفسه موقعاً فيما يُسمى بالعراق الجديد. وقد اشتكى السياسي العراقي غسان العطية في إحدى مقابلاته من التركيز الأمريكي المكثف على التطويف منذ بدأت الإدارة الأمريكية العمل مع أطياف المعارضة العراقية السابقة للإطاحة بنظام صدام حسين. فقد ذكر العطية كيف كان الأمريكيون يشددون على التفريق بين الشيعة والسنة في مؤتمرات المعارضة. والغريب أن أكثر العلمانيين العراقيين تطرفاً سايروا الرغبة التطويفية الأمريكية وباركوها حتى وإن كانت تتناقض مائة وثمانين درجة مع علمانيتهم المزعومة.

وفي الوقت الذي بدأ فيه لبنان يتعافى ولو قليلاً من السرطان الطائفي عادت المؤامرات لتغذية الورم. ويأتي القرار الدولي 1559 ومن بعده اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري لإعادة البلاد إلى المربع الأول طائفياً خاصة وأن لبنان يحتضن سبع عشرة طائفة معترفاً بها ناهيك عن الطوائف الصغيرة الأخرى. وفي الوقت الذي يحاول بعض الحاقدين والسذج العرب تبرئة إسرائيل من التطورات الأخيرة في لبنان واللعب على تناقضاته الطائفية الخطيرة نرى أن الإسرائيليين أكثر صدقاً وصراحة في تصريحاتهم، فقد أعلن الباحث الإسرائيلي موشي سيرجي في مؤتمر عقد في جامعة بار إيلان أنه «ينبغي أن يكون السودان امتداداً طبيعياً لإسرائيل، فأرض دولة السودان تقع ضمن الاستراتيجية الأمنية التي وضعها بن غوريون». وأضاف سيرجي أن «خطة تقسيم السودان الى أربع دول تعتبر من أولويات الأجنده الإسرائيلية في منطقة الشرق الاوسط». فإذا كانت مخططات التطويف والتمزيق الإسرائيلية قد وصلت إلى السودان فهل يعقل أنها تستثني لبنان الذي يقض مضاجع الدولة العبرية مباشرة؟ لماذا يتناسى البعض زيارة شمعون بيريس الشهيرة للبنان أيام الحرب الأهلية ومداولاته مع قادة الطوائف لإقامة كيانات طائفية «مستقلة»؟

لقد كان الكثيرون من العرب يستهزئون بالوثائق الإسرائيلية القديمة التي تتحدث عن تمزيق المنطقة العربية إلى فتات. لكن ما يحدث في العراق الآن من تفتيت طائفي وعرقي يؤكد صحة ما كانت تذهب إليه المنشورات الإسرائيلية بهذا الصدد. وبالتالي أصبح من الضروري العودة إلى الوثيقة الإسرائيلية الشهيرة التي نشرتها مجلة «كيفونيم» الناطقة باسم المنظمة الصهيونية العالمية عام 1882 والتي ترجمها البروفيسور (إسرائيل شاحاك) من العبرية إلى العربية. هذه الوثيقة تتحدث عن أهمية تفتيت الأقطار العربية عامة والكبيرة نسبياً منها خاصة مثل مصر والعراق وسوريا وغيرها، لأن هذا هو الأساس الحقيقي الذي يمكن أن يقوم عليه أمن دولة إسرائيل وهذا أيضاً ضروري لخلق فراغ إقليمي يتيح لإسرائيل أن تلعب الدور الإمبراطوري الذي تريد أن تلعبه اقتصادياً وسياسياً وثقافياً بعد تغيير هوية المنطقة الحضارية والقومية من عربية وإسلامية إلى شرق أوسطية، فلننظر ماذا تقول تلك الوثيقة الشهيرة: «إن تفكيك مصر إقليمياً إلى مناطق جغرافية متمايزة هو الهدف السياسي لإسرائيل على جبهتها الغربية، فإذا تساقطت مصر فإن دولاً مثل ليبيا والسودان وحتى الدول الأبعد لن تتمكن من البقاء بشكلها الحالي». طبعاً هناك حديث مشابه عن سوريا التي برأيهم سوف تتنافر بالتطابق مع تركيبتها الإثنية والدينية إلى عدد من الدول.

أما العراق الغني بالنفط من جهة، والممزق داخلياً من جهة أخرى مضمون كمرشح لأحد أهداف إسرائيل في التفتيت حسب الوثيقة التاريخية. وكما هو واضح لم يعد الأمر تاريخاً بل أضحى واقعاً ملموساً على ضوء ما يحدث في بلاد الرافدين. وبالنسبة للأردن فإنه حسب كيفونيم سيغدو مكاناً لدولة فلسطينية. وفيما يخص السعودية فإنها مرشح طبيعي للتفكك بسبب الضغوطات الداخلية والخارجية. قد يقول قائل إن الوثيقة لا تمثل إلا وجهة نظر المنظمة الصهيونية العالمية. وهذا صحيح ولكن السؤال المطروح ألا تسير السياسة الأمريكية في المنطقة على هدى تلك الوثيقة الخطيرة على ضوء ما يحدث في العراق وما يحاك للبنان وغيرهما مثلاً؟ ألا تتجه المنطقة العربية باتجاه الغليان الطائفي والعرقي والمذهبي والعقائدي حتى في السودان. هل كانت أحداث دارفور مجرد نزاع غذته حكومة الإنقاذ لأغراص سياسية ضيقة أم تأتي في إطار مشروع تفتيتي خطير بدليل أن أكثر من جهة غربية تضغط من أجل تدخل دولي؟ لقد بات مطلوباً ظهور كيانات عرقية ودينية كي لا تبقى إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم على أسس دينية وقومية.

لكن لا يمكننا بالطبع وضع كل اللوم على قوى الهيمنة والاستعمار الجديد في تطويف المنطقة وتمزيقها، فالأنظمة العربية مشاركة بطريقة ما في إنجاز هذا المشروع التخريبي بسبب سياساتها الفئوية والطائفية والمناطقية والقبلية الطائشة دون أن تدري أن الحكم الفئوي خطير للغاية وذو عواقب ارتدادية وخيمة مهما طال الزمن. صحيح أن جماعة ما أو فئة ما عرقية كانت أم دينية أم مذهبية قد تتحكم بمقاليد الدول لفترة ما، لكن لا بد أن يأتي اليوم الذي تضعف قبضتها على الحكم فتصبح الجماعة أو الطائفة التي تمثلها عرضة للثأر والانتقام من الجماعات الأخرى التي كانت تعتبر نفسها مظلومة أيام حكم هذا النظام الفئوي أو ذاك. ولنا مثال ساطع هذه الأيام في التنازع الشيعي السني في العراق حيث تتسم التحركات الشيعية تحديداً بكثير من الانتقام على اعتبار أن صدام كان سنياً مع العلم أن نظامه كان عادلاً في توزيع الظلم على الجميع.

ليت الأنظمة العربية تتعلم شيئاً واحداً ألا وهو أن الزمن دوار، فحتى مفردة دولة مشتقة من فعل «دال يدول» أي ينتقل من يد إلى أخرى بمعنى التداول وأن الهيمنة الفئوية قد تربح على المدى القريب لكنها خاسرة دون أدني شك في النهاية. ليس هناك خاسر ورابح في التنازع العرقي أو الطائفي، فالكل خاسر في نهاية المطاف. ولنا في لبنان عظة لمن يتعظ. هل تستوعب أنظمتنا الحاكمة الدروس بعد أن اتضحت المشاريع الاستعمارية الجديدة التي تحاول تقسيم المقسّم وتجزئة المجزأ؟ هل سنترحم على سايكس بيكو يوماً ما؟.
10-31-2005, 10:04 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
خطة الصهاينة في اعوام الثمانينيات وما تحقق منها - بواسطة بيلوز - 10-31-2005, 10:04 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  القناة الخامسة تحقق فى واقعة إجبار "الشحات" لمذيعة على ارتداء الحجاب fahmy_nagib 0 931 11-13-2011, 07:24 PM
آخر رد: fahmy_nagib
  ثورة في "قطر": ماذا برأيك سوف يكون رد فعل "قناة الجزيرة" لو تحقق هذا؟ العلماني 29 10,240 03-07-2011, 07:04 PM
آخر رد: أندروبوف
  انتفاضات العالم العربي أقرب الى ثورات 1848 الأوروبية. منها الى ثورات 1989 الأوروبية. بسام الخوري 2 2,538 03-02-2011, 11:16 AM
آخر رد: بسام الخوري
  لماذا فشلت الحملات العلمانية ، و خاصة منها الشيوعية في مجتمعاتنا ! Awarfie 6 1,551 09-30-2008, 02:10 AM
آخر رد: Awarfie
  نموذج من نماذج الازدواجيه والتناقض اللتى يعانى منها مسيحيو مصر عاشق الكلمه 15 3,593 09-15-2008, 12:38 PM
آخر رد: Arabia Felix

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS