الزميل فادي

==========
عفوا سؤال خارج الموضوع , ولكن شدتني هذه العبارة التي كتبها الزميل


إن كانت اليمن لم يدخلها الاسلام الا بالدعوة كما قلت , فكيف دخل الاسلام بقية الدول ومنها مصر مثلا ؟

هل كان للدعوة نصيب أم السيف كان له رأي آخر ؟!!

نتمني سماع رأي الزميل العزيز

هذا السؤال للإستفسار ومعرفة الحقيقة ليس الا

تحياتي للجميع
==========

جواب خارج الموضوع عن سؤالك

نعم - دخل الإسلام دولاً أخرى بالسيف
ولكنه لم ينتشر فيها بالسيف ولم يستمر فيها بالسيف بل بقوة الحق وصدق الجوهر

مصر مثلاً فتحها جيش قوامه 8000 مقاتل مسلم في وقت كان فيه الجيش المسلم متوزعاً في أنحاء الدنيا ولا يزيد بعدده عن 15000 في الشام و 30000 في العراق - وهذا الجيش لم يبق فيها كثيراً بل توجه إلى غربها إلى شمال أفريقية

أتظن أن أهل مصر وهم بالملايين وقتئذ كانوا عاجزين عن سحق 8000 شخص مفتري وإلقاء رمادهم في البحر لو كانوا يرونهم بمنظارك الآن - بل لو أكلوهم أحياء لما بلغ نصيب المصري أكثر من أوقية لحم

أما رأي السيف في الموضوع فالسيف أصدق أنباء من الكتب وفي حده الحد بين الجد واللعب

لقد نفع السيف حيث لم تنفع الكتب ولم ينفع الكلام
كل الأمم التي فتحت بالسيف خاطب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قادتها بالكتب الرسمية والرسائل وسألهم أن لا يمنعوا دعاة الإسلام من دخول بلادهم ولا يمنعوا أقوامهم ومن تحت سيطرتهم من تقبل رسالة الله ودخول دعوة الإسلام فردوا رداً قبيحاً أو أعلنوا العداوة أو تصرفوا بما يضمر الغدر والمؤامرة على الإسلام
وأما الأمم التي لم تمنع الإسلام كالحبشة واليمن وعمان والبحرين وشرق السعودية فما قاتلهم أحد
وكل هذه الأمم في مصر والشام والعراق كانت تنتظر بشائر دين الحق المذكور في كتبها والمذكور في وحي السماء بين أيديها حتى أن كثيراً من اليهود والنصارى هجروا بلادهم الغنية الخضراء إلى أرض جزيرة العرب القاحلة والتي لا يكاد سكانها يبلغون رمقهم من القحط والجفاف طمعاً في أن تظهر النبوة والرسالة فيهم فيتبعوها

فلما جاء هذا الدين كان للسيف أن يفتح باب البلاد فقط بدون أن يدمر البناء وأن يقطع الرأس المستبد المستعبد للناس - وما تبع ذلك من دخول تدريجي في الإسلام لم يحصل في يوم وليلة ولا عن طريق مراسم ملكية أو دكتاتورية بل بالتدريج البطيء وبعد تروٍّ وفهم لماهية الإسلام وما زال الكثير من أهل البلاد على دينهم الأصلي حتى اليوم

ذكرتني بنكتة أيضاً خارج الموضوع
إن قافلة فيها أربعين رجلاً كانت تسير في الصحراء
فهاجمها لصان من لصوص القوافل وسلبوا كل ما لديها وتركوا الرجال يعودون إلى المدينة
وعندما سألهم الناس كيف سلبكم لصان وأنتم أربعون رجلاً
قالوا: حاصرنا الأول وسلبنا الآخر - ماذا نفعل؟