دفتر الغياب اليومي

{myadvertisements[zone_1]}

تقييم الموضوع:

5 صوت - 4.2 بمعدل
1
2
3
4
5

النظام الخطي

دفتر الغياب اليومي

تموز المديني غير متصل

عضو جديد دائما

المشاركات: 1,165
الانضمام: Jun 2004

مشاركة: #41

دفتر الغياب اليومي

لنتابع الكلام
لنثرثر حتى آخر الليل القادم على العالم
لنتجاذب اطراف الحديث و لتتجاذب أطرافنا أشواقها و لتتبادل أعضاؤنا حوارها الأبدي
أشم رائحة كلماتك أتحسسها بأصابعي و شفتاي و شغاف أذني و ألتقط المعاني الغائرة او المتعددة و أحرص على النقاط و الفواصل و علامات الإستفهام و التعجب..
أمضغ همسك أستنشقه أشربه دفعة واحدة كآخر كأس ثمالة في آخر هذا الليل..
أسمعك حتى القطرة الأخيرة أشبع روحي و مسامي و تخاريم عقلي من ألفاظك الرقيقة اللماحة..
أسترسلك كي تفيضي علي فكرا و شعرا و أدبا عجزت عنه ثقافات الشعوب منذ فجر الأبجديات..
أقرؤك و أسمعك و أكتبك و أهجيك و انثرك و أنظمك و ألحنك موسيقا سحر و غيبوبة في بحار المعنى و على شطآن الدلالات ..

كيف تُخفي عباراتك المؤلفة من أعذب الكلمات و أرق الألفاظ كل هذه القوة؟؟
كيف توصلين المعنى بنبرة الخشية العارفة والشك القويم الواثق أكثر من أعرق اليقينات ؟؟
أراهنك ما من رجل استمع لك و لم يفر مذعورا مرهوبا من سطوة أحرفك و من قوة تعبيرك الكاسح في اتساق البناء: جسد المعنى و معبد الفكرة النبوية..

لنتابع الحوار
لم يعد يثيرني فيك انوثة متوافرة و لا جمال مؤكد فهذه نصدفها هنا و هناك يوما او آخر و لكن المعنى الذي يتأتى عن كل هذا الجمال هو الإنفجار الكوني الجديد الذي تملكه انثى مثلك..
لنتابع الكلام
لنتابع ما لم ننتهي منه يوماً
هذا الهدوء الواثق يطغى على صخب الشارع و ضجيج الحياة و انهمار الكلام في كل مكان.. يطغى على صوت الحق او همس الحقيقة يعلو هدير الآلة التي أخذتنا حتى شفير الخواء و رمتنا هناك
كيف تبتلعين كل هذه الاصوات أين تكتميها فيستحيل الفضاء الذي به تنشدين غابة صمتٍ و بحر همسٍ و سماء بوحٍ تمليئها جمعياً بنغمة و غنة من اللفظات المتراقصة على طلاوة شفتيك؟؟

كيف تمسحين كل هذا الهذر و تجعلين من الهدير حفيفاً يتلاشى عند أول جملة تنطقين؟؟

لنتابع الكلام
أنا أزداد سؤالا و أنت تزدادين نضحاً وخصباً ينبت أوراقاً خضراء على غصون الكلمات التي يبست من كثرة التداول و من شح الأفكار..
لنتابع الحوار
لنتابع
معا
...

10-15-2004, 01:58 AM