حسب خبرتي المتواضعة جدا جدا جدا ، فإن الإسلاميين يتعصبون ضد المرأة بقدر ما يتعصبون ضد الأقليات الدينية والمذهبية الأخرى، فإذا كان وضع المرأة في ايران أفضل من وضع المرأة في السعودية فإن هذا يعطيني انطباعا بأن وضع الأقلية السنية في ايران أفضل من وضع الأقلية الشيعية في السعودية، وإذا كنت أفترض أن ثمة نوايا سيئة أجنبية وراء الكلام عن حقوق الأقباط في مصر فلي أن أفترض أيضا وجود نوايا سيئة أجنبية وراء الكلام عن حقوق السنة في ايران ، عادة أذكر الأقباط بأن الكنيسة المصرية رفضت واستنكرت على الكنائس الغربية تزويج وسيامة الشواذ جنسيا كبرهان على كونهم ينتمون لمصر المسلمة أكثر من العالم المسيحي الغربي الذي بالكاد يتكلمون لغته ، وإذا كان السني الإيراني يتكلم بلسان فارسي ولا يفهم أغاني فيروز وهي تنشد الشعر العربي القديم فاسمح لي ..

أما إذا كانوا من الأهواز ....همممممم، إنهم مفيدون لنا، حين نسافر الى ايران ندعي أننا من عرب الأهواز فلا يبيعون لنا بأسعار سياحية ..

ايران دولة شيعية ولم تدع أبدا أنها دولة علمانية لكل الطوائف ، أو اسلامية لكل الطوائف الإسلامية، وإذا كانت السعودية مثلا تريد زعامة العالم الإسلامي لأن فيها بيت الله ، أو كانت مصر تريد زعامة العالم الإسلامي لأنها أكثر الدول العربية تقدما أو باكستان تريد زعامة العالم الإسلامي لأنها تملك قنبلة ذرية مع أني أتذكر أن رئيس باكستان قال أن امتلاك دولة اسلامية لهذه القنبلة هو نصر للإسلام الان هو أول مطبع ، فلا أرى مانعا أن تدخل ايران المنافسة لمجرد أنها بلد شيعي يقوم بالتبشير لمذهبه، ولا أرى سببا يدفعني للإعتقاد أن هذه المنافسة على زعامة العالم الإسلامي هي أمر سيء فإن أي دولة اسلامية تدعي أنها أحق بزعامة العالم الإسلامي يجب أن تثبت ذلك بأن تكون أكثر إخلاصا وكفاحا من غيرها من أجل قضايا العالم الإسلامي ولا أرى في ذلك ما يضر .

هل لو أنني قلت أن باكستان أو بنجلادش أو ماليزيا أو اندونيسيا هي أكثر ديمقراطية من الدول العربية هل كان هذا سوف يستفز أحدا؟

الجميع يبشر لعقيدته . حتى الملحدين بالعربية هنا وبالإنجليزية في البال توك أراهم يحاولون إقناع الناس بترك الإيمان بالله ، ومن حق ايران أن تفعل ذلك، وليس من حق أحد أن يشترط عليها أن تتخلى عن مذهبها أو عن هويتها قبل أن تتكلم في قضايا عامة للأمة الإسلامية أو أن تتنحى جانبا .

التبشير الشيعي يقوم في أغلبه على تحسين صورة الشيعة عند جماهير السنة ضد دعايات من يكفرهم، ولا يوجد شيعة يكفرون السنة كما يفعل السلفيون والوهابيون، وحتى إن كان الشيعي يحاول اقناع السني بإتباع مذهبه فهو قطعا لن يفعل ذلك بقوة السلاح ، بل بوسائل سلمية ، نعم قد يوقع الشيعة ظلما على السنة فهم ليسوا ملائكة ، ولكن من رأى بأن الأنفع له أن يكون صهيونيا من أن يكون شيعيا فذلك شأنه .

كثيرين يرون أن الأفراد والدول المسلمة غير العربية و التي منها إيران أكثر إخلاصا لقضايا الأمة الإسلامية وأكثر ديموقراطية وتقدما من الدول العربية، ومن السخف أن ننعزل عنهم باتهامات وتشكيكات لا أساس لها .. كما أن أصدقاء لي ملحدين مسلمين ومسيحيين يرون أن ايران أكثر ديموقراطية وتقدما من العالم العربي، نسوية فخور مثل فاطمة المرنيسي تتحدث بغبطة في كتبها عن النساء الاتي حكمن اليمن في زمن الدولة الصليحية التي هي دولة شيعية وكل نساء الخليج ينظرن بأمل إلى الطرف الآخر من الخليج حيث الإثبات الحي على أن تحرر المرأة المؤمنة والمتدينة في ظل نظام اسلامي غير مفسد من قبل الغرب هو أمر ممكن الحدوث، كل هذا لا يمكن محوه أو تغييبه باتهامات وادعاءات يمكن توجيه مثلها إلى أي دولة في العالم ، باختلاق التهم أو تهويل الأخطاء.