أخي العزيز والكبير مقاماً ومقداراً جادمون
لا أخفيك أن مداخلتك أثارت في نفسي ألف تساؤل وسببت ألف إشكال، ولا أخفيك أيضاً وأخفي أستاذي العلماني، أن إشادة العلماني بمداخلتك بـ "روعة" جعلتني مضطرة أن أعاود التفكير...

هل تصدق أن الساعة الخامسة فجراً، صحوتُ فجأة وقمت بتشغيل كمبيوتري، هل هذا لأنني أحسستُ بالأزمة؟
وأنا أردت من طرحي للقضية أعلاه "تشخيص الأزمة" وأعرِّف الأزمة كما عرفها الأستاذ علي حرب في كتابه "أوهام النخبة" –بالمناسبة هل أكملت قراءة الكتاب؟!

مهلاً وكي لا أتوه في الكلام،
قلت بأنني أردت تشخيص الأزمة، والأزمة هي:"فقدان المصداقية الفكرية والفاعلية النضالية"

سيدي جادمون،
ألا ترى معي حضرتك أنك في مداخلتك السابقة تمارس عليّ أزمتكم أنتم معشر المثقفين –هي مثقفين أم مثقفون؟ مش مهم نحو الساعة خمسة الفجر!-
وحضرتك كسائر المثقفين: "كائن يحيا وسط الأزمة، فهو بصفته يهتم بشؤون الحقيقة والحرية والعدالة وسواها من القيم العامة، ينتعش بإثارة الفضائح والمشكلات، ويتعيّش من الكلام على الانتهاك الذي تتعرض له الحقوق والحريات. هذا دأبه منذ تكون نمطه وتشكل مفهمومه/ من فولتير الذي كان يقول: أخالفك الرأي ولكني أقاتل دفاعاً عن حريتك في التعبير عن رأيك، إلى سارتر الذي كان يتصرف بوصفه الشاهد على واقع عصره أو الناطق بهموم مجتمعه"

بالضبط سيدي الفاضل جادمون
أنت بحقيقة وقلب مداخلتك السابقة تحاول قمعي وتضيق حريتي في التعبير عن رأيي، فيما لسانها الأول يوحي بعكس ذلك، أنت تمارس عليّ العنف الرمزي دون ان تدري أو ربما تدري!

والأغرب أن الأستاذ العلماني يوافقك الرأي مهللاً مطبلاً راقصاً ومصفقاً لك بكيانه كله قبل يديه! أتعجب الأمر، وما كنت أخاله يصدر من قامة بقامتك يا علماني.

تحاولان إسكاتي وإفحامي، ولكني أردد بأعلى صوتي، وبصوت النشيد ما قاله إداواردو غليانو: "حين يكون الصوت الإنساني حقيقياً، حين يولد من الحاجة إلى الكلام، لا أحد يستطيع أن يوقفه. حين يُمنع عنه الفم، يتحدث بالأيدي، والأعين، بالمَسام، أو بأي شيء آخر. لأن كل واحد منا لديه شيء يقوله للآخرين، شيء يستحق أن يحتفي به الأخرون ويصفحوا عنه.

وأعاود سؤالك، لماذا الكولا دايت، بدأتها بشكل جيد" بيف برغر" تِسُكَّها وحش ليه؟؟؟

دمتم بود