تظاهرة في كربلاء تطالب الحكومة بالقضاء على ''إرهاب مثلث الموت''
14-10-2004, 15:13

اثار تفجير انتحاري

في ظاهرة جديدة يشهدها العراق، تظاهر سكان من مدينة كربلاء الشيعية مطالبين الحكومة العراقية باستئصال شآفة "ارهاب مثلث الموت" السني. وفيما تواصلت عمليات القتل المجاني بقتل قاض وصحفية في بغداد، لا يزال "انتحاريون" يشكلون لغزا لاهل العراق.
طالبت تظاهرة ضمت حوالى الفي شخص اليوم الخميس في مدينة كربلاء جنوبي بغداد الحكومة العراقية ب"القضاء على الارهابيين"و خصوصا في "مثلث الموت" الواقع جنوب غربي بغداد.
وندد بيان وزعه المتظاهرون بـ"الاخطار المحدقة بأهلنا من جراء الاعمال الارهابية من قتل وخطف وتفجير سيارات مفخخة طالت حتى الاطفال، ومحاولات الارهابيين تقطيع اوصال هذا الوطن وبث الفرقة بين ابنائه".

واضاف "نظرا لما نشهده من تصاعد لوتيرة العنف وخصوصا على طريق بغداد اليوسيفية اللطيفية المحمودية (...) مما ينذر بخطر فصل هذه المدن عن بقية العراق وللوقوف بوجه الإرهابيين، انطلقت هذه التظاهرة (...) للتنديد بالارهاب ومطالبة الحكومة الوقوف بحزم وقوة ضد مثل هؤلاء الارهابيين القتلة والقضاء عليهم".
يشار الى ان القوات الاميركية والعراقية شنت قبل حوالي عشرة ايام عملية "الشبح الغاضب" في شمال محافظة بابل حيث تقع البلدات المذكورة التي يطلق عليها تسمية "مثلث الموت" بسبب تضاعف عمليات القتل والخطف فيها.
واحتشد المظاهرون امام مبنى المحافظة وهم يمثلون أحزابا سياسية ودينية وعشائر ورفعوا لافتات أبرزها "تبرير الارهاب فلسفة للتخريب" و "لا للإرهاب لا للعنف لا للقتل" و "لن نسمح للإرهابيين بإيقاف مسيرة العراق نحو الديمقراطية والسلام".

قتل صحفية وقاض

على أي حال، فبالرغم من هذه المظاهرة، فقد تواصلت عمليات القتل المجاني وقد قتلت صحفية وقاض في بغداد على ايدي مجهولين تماما مثلما هم مجهولون ايضا الانتحاريون الذي يوزعون الرعب في انحاء متفرقة من العراق.
قال تلفزيون الحرية العراقي إن مسلحين قتلوا الصحفية العراقية دينا حسن أمام منزلها في بغداد يوم الخميس.
وقال نوروز فتح مدير تلفزيون الحرية لرويترز إن الصحفية "قتلت قبل الساعة الثامنة (0500 بتوقيت غرينتش) صباح اليوم عندما كانت متوجهة للمكتب".
ويدير الاتحاد الوطني الكردستاني تلفزيون الحرية.

وذكر متحدث باسم وزارة الداخلية أن مسلحين داخل سيارة أطلقوا الرصاص على الصحفية في حي الاعظمية الذي تسكنه أغلبية من السنة.
وقتل قاضي تحقيق بمنطقة الرصافة ببغداد لدى خروجه من منزله صباح اليوم.
وكما هم مجهولون منفذو عمليات القتل هذه فان الانتحاريين الذين يوزعون الموت والدمار هم ايضا كذلك فلا أحد يعرف شيئا عنهم سوى أنه يبدو أنهم لا ينتهون.

ويمثل المهاجمون الانتحاريون أكبر كابوس أمني في العراق يروع الشوارع بما يصل إلى نحو ثلاث مرات في الأسبوع بتفجيرات هائلة قتلت أكثر من ألف.

لكن الحكومة العراقية المؤقتة التي تجاهد من أجل تحقيق الاستقرار في البلاد قبل الانتخابات المقررة في كانون الثاني/ يناير المقبل ليس لديها سوى القليل من الخيوط التي تقود إليهم.
وقال غسان العطية رئيس المؤسسة العراقية للتنمية والديمقراطية "أما أن يكونوا أجانب لذلك لا نسمع شيئا عنهم أو أن يكونوا عراقيين وتلتزم أسرهم الصمت خوفا من الاعتقال".
وسواء أكانوا متشددين أجانب متأثرين بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن أم عراقيين جرفتهم موجة معاداة الاميركيين بعد الغزو فان المهاجمين الانتحاريين لا يبدون أي بادرة على التراجع.

فطقس النصر الذي يمارسونه بسيط ومن المستحيل منعه. فهم يعبئون أي سيارة أو شاحنة بالمتفجرات ويقودونها باتجاه مبنى أو حشد فتنفجر ناثرة الاشلاء في كل اتجاه.
وألقت الحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة أغلب اللوم على متشددين أجانب في الهجمات الانتحارية والسيارات الملغومة. لكن السلطات لم تف بوعودها بعرض مشاهد تلفزيونية لعشرات المتشددين الأجانب الذين تقول أنها اعتقلتهم.

والدليل الوحيد جاء من شريط فيديو وزعه اتباع المتشدد الاردني أبو مصعب الزرقاوي الذي تصفه الولايات المتحدة بأنه حليف رئيسي للقاعدة.
ويعرض الشريط مشاهد لمتشددين من دول منها السعودية وتونس والاردن وسوريا يدلون ببيانات قبل تنفيذهم تفجيرات ضد "الكفار".
وهم في الشريط يحولون قوافل أميركية إلى كتل من نار ويقودون زوارق سريعة باتجاه رصيف نفطي بحري ويفجرون مقر الأمم المتحدة في بغداد.
ولم يذكر سوى مهاجم انتحاري عراقي واحد في الشريط نسب إليه الهجوم على قافلة أميركية في وسط بغداد.

وأعلن الزرقاوي مسؤوليته عن أغلب التفجيرات التي اتخذت شكلا استعراضيا. لكن لم يتضح عدد العراقيين الذين شاركوا في الهجمات.
وعادة ما يعرب العراقيون المروعون الذين يقفون وسط برك الدم بعد التفجيرات عن عدم تصديقهم أن مواطنيهم يمكن أن يرتكبوا مثل هذه الاعمال.

وقال قلة منهم إنهم رأوا متشددا بلحية كثيفة يقود سيارة باتجاه الموت. وهم دائما ما يصفون المهاجم بأنه من الخارج وعادة بأنه من اتباع المذهب الوهابي السائد في السعودية.
إنها صورة قاتمة في العراق على عكس الحال في المناطق الفلسطينية حيث تقدم بعض أسر المهاجمين الانتحاريين الحلوى بعد أن "يفوز ابنها بالشهادة" في هجوم على الاسرائيليين. وبعض الامهات تلتقط لهن الصور مع ابنائهن قبل أن ينفذوا عملا انتحاريا.

ولم تكن الاعمال الانتحارية معروفة في العراق في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين ووقعت حالات قليلة متفرقة أثناء الحرب في الفترة من آذار /مارس إلى أبريل /نيسان عام 2003. وبدأت المذابح الانتحارية قبل 14 شهرا والآن يعرف كل العراقيين أن المهاجمين يمكنهم أن يوجهوا ضربتهم في أي وقت.

إذا كان هناك مكان واحد يمكن أن تجد فيه الهجمات الانتحارية قبولا فهو الفلوجة غربي بغداد التي تواصل توريد أقوى المقاومين العراقيين رغم الغارات الجوية الاميركية شبه اليومية.

وفي حالة نادرة تشبه الممارسات الفلسطينية قال أحد سكان الفلوجة ان ابنه البالغ من العمر 20 عاما حذر أسرته من أنه سيفجر نفسه خارج قاعدة أميركية.

وقال الرجل الذي طلب عدم نشر أسمه "ابلغنا قبل ثلاثة أشهر من الهجوم. ابلغ شقيقته أنها عندما تسمع خبر شهادته يجب أن توزع الشيكولاتة على الاقارب والاصدقاء".

"ووزعت الشيكولاتة قبل أسبوعين".—(البوابة)—(مصادر متعددة)

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	سيد قطب.. نبي الارهاب	ابن فلسطين	0	217	08-27-2014, 07:25 PM آخر رد: ابن فلسطين
	كيف نستأصل جذور الارهاب؟!!	يونس عاشور	0	766	11-07-2010, 07:10 PM آخر رد: يونس عاشور
	هل بدا الارهاب يتداعى داخل العراق !!!	Awarfie	7	1,378	07-15-2008, 10:00 AM آخر رد: Awarfie
	فيلم "فتنة" ضد الارهاب ام ارهاب؟	عمر أبو رصاع	1	660	04-06-2008, 05:15 PM آخر رد: عمر أبو رصاع
	هل بدأ العد التنازلي لتفتيت العراق ؟ : انزال علم العراق باقليم كردستان	ابن نجد	222	49,251	10-14-2007, 02:11 AM آخر رد: ابن نجد