أسئلة و أجوبة .
خلال هذه الفقرة سوف أضع مجموعة من الأسئلة و الإجابات عليها مع ملاحظة أن بعض هذه الفقرات عبارة عن بحوث من مصادر أصلية مختلفة ، وهذه أشير إليها في كل فقرة ،و البعض الآخر وضعت إجابات مقترحة عنها ،و أتمنى مناقشتها جميعا.
1- ما هي الليبرالية ؟.( دراسة )
إن الليبراليــــــة في أبسط تعريفاتها هي مفهوم سياسي ، يعطي أهمية قصوى للحريات الفردية داخل المجتمع ، وقد تبلورت الأفكار الليبرالية بداية في الصراع من أجل التسامح الديني خلال القرنين 16، 17 في أوروبا ، و تعتبر مبادئ الثورة الفرنسية التي انفجرت عام 1789 هي الماجنا كارتا لهذا النوع من الليبرالية ، و أهم دعامة لليبرالية هي النظر للدين كاختيار فردي ، ولا يحق للدولة أن تفرض على مواطنيها عقيدة معينة ، وتؤكد الليبرالية على الحرية المطلقة للفكر و الدين و الضمير و الحديث و الصحافة و السياسة ، و كانت النتيجة الحتمية لذلك هي إلغاء الحق الإلهي للحكام ،ونقل الدين من الحياة العامة إلى حيز الضمير الفردي ، و بهذا اختفت الكنيسة كمؤسسة قانونية عامة و كيان اجتماعي ، و بزغ الفرد كشخصية كاملة الإستقلال و مركزا للسيادة .
و قد تطور هذا الفكر لاحقا في مفهوم أشمل لدولة ملتزمة بالدستور ، الذي يجعل سيادتها لا تفتئت على الحقوق الطبيعية للأفراد ( مثال الأفكار السياسية للوك ). ، و حوالي عام 1800 ارتبطت الليبرالية بمفهوم السوق الحرة ، و نظرية ( دعه يمر ) ، و تقليل تدخل الدولة في المجال الاقتصادي . ومن الملاحظ أن هذا المفهوم قد انقلب لاحقا في القرن 19 ، مع ظهور ( الليبرالية الجديدة ) ، بأفكارها حول الإصلاح الاجتماعي ،و التشريعات الخاصة بالرفاهية . و كلا المدرستين الفكريتين مازالتا موجودتين في الجدل الحضاري المعاصر ، فهناك من يتبنى المفهوم القديم للاقتصاد الكلاسيكي الحر ،و هناك من يتبنى الاقتصاد المختلط و دولة الرفاهية ، و بالرغم من اختلاف المدرستين اقتصاديا ، فكلتيهما تتفقان في تدعيم الحرية الفردية في مواجهة قهر الدولة ، و قيادة المطالب بحكومة دستورية ، و المطالبة بحقوق الإنسان ، و حماية الخصوصية الفردية . و في الأساس تركز الليبرالية على الحريات الفردية و التطور الاجتماعي السلمي و الشامل ، وفي السياسة الخارجية فإن الليبرالية ضد الاستعمار و الدولة الدكتاتورية و المعسكرة مثل الاتحاد السوفيتي السابق و إسرائيل و أرجنتين بينوشيه و فلبين ماركوس و الخمير الحمر ... الخ ، و ضد الدولة الكهنوتية مثل إسرائيل و أفغانستان طالبان و إيران ( التي يؤيدون الإصلاحيين فيها ) و أيضا ضد اتجاهات الهيمنة الأمريكية للحزب الجمهوري .كما أنها ضد الاحتكار و استغلال الشعوب النامية و الضعيفة .
من هو الليبرالي ؟. ( دراسة )
هناك عدة وجوه لتعريف الليبرالي و كل منها يعبر عن وجه من وجوه الليبرالية .
فالليبرالي متحمس للإصلاح و التطور في الجوانب الدينية و السياسية ، و هو يدعم الحد الأقصى من الحريات الفردية طالما هي مؤمنة بقوة القانون و حماية الدولة للحريات المدنية ، والليبرالي منفتح العقل و متسامح ولا يتقيد بالأفكار ولا القيم التقليدية ، كما أنه يسعى إلى التغيير من أجل زيادة حجم الحرية و مقدار التسامح ،وهو في هذا يرغب في تقوية مؤسسات الدولة من أجل تحقيق هذه الأهداف .
ما يريد الليبراليون تحقيقه؟( دراسة )
مساعدة الأفراد في ممارسة مزيدا من السيطرة على حياتهم ، وهذا يستلزم توفير المناخ الذي لا يلغي الخيارات المتاحة للإنسان بشكل متعمد . توفير المعلومات الضرورية اللازمة لفهم الخيارات المتاحة و اتخاذ القرارات بشكل حكيم . و إعطاء الأفراد المسئوليات و تشجيعهم على الاعتماد على الذات ضمن الهياكل الاجتماعية المناسبة ، ومن المهم لليبرالي أن تصبح الخيارات دائما متاحة للجميع ، ليس فقط اختيار معجون الأسنان بل أيضا اختيار المهنة و أساليب الحياة .
ما هي مصادر الليبرالية في العالم ؟.( دراسة )
لليبرالية الحديثة جذور عديدة ، فهناك تراث حقوق الإنسان الذي يمتد من الماجنا كارتا البريطانية والدستور الأمريكي و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان . هناك أيضا الجهود الفكرية لمفكرين كبار مثل آدم سميث ، جون ستيورت مل ،و تأثير الليبراليين الكلاسيكيين في القرن 18 ، 19 . هناك أيضا ما تعلمته البشر من أن الأنماط الاجتماعية و الاقتصادية للتجمعات السكانية الكبيرة تختلف عن تلك للتجمعات الصغيرة ،وهذا ما تعلمناه من رجال عميقي النظرة مثل ماركس Marx و ويبر Weber و كينز Keynes. و تتميز الليبرالية الحديثة في الغرب عن باقي الحركات الفكرية الكبرى بمحاولتها مزج الفردية الليبرالية الكلاسيكية مع النقد الماركسي للرأسمالية خلال عمليات مساومة برجماتية pragmatic compromise مدهشة .
كيف يختلف الليبراليون عن الماركسيين و الاشتراكيين ؟.( دراسة )
يرى الشيوعيون في المجتمع أنه تفاعل جدلي بين الجماعات ، و يبلغون في هذا الاعتقاد ذلك إلى المدى الذي يجعلهم يهملون قيمة و تأثير الفعل الفردي ، أما الاشتراكيون فهم يدعمون الحقوق الفردية و لكنهم يرون هياكل الملكية سوف تؤدي حتما إلى فساد المجتمع ، واستغلال الأغنياء للفقراء . وكلا المذهبان ظهرا بسبب مساوئ الرأسمالية و الإحساس بان الملكية هي السبب الأساسي للفقر و الظلم الاجتماعي ، و لكن الليبراليون يعتقدون أنه بتنظيم الملكية جيدا ، فإن الحافز الفردي سيكون قوة دافعة للتطور و الازدهار ، و انه من الواجب كبح الملكية و ليس إلغائها .
ماذا يريد الليبراليون من الحكومة ؟ ( دراسة )
يرى الليبراليون أن دور الحكومة هو توفير الهيكل الذي يمكن الأفراد من تطوير حياتهم و المساهمة في المجتمع . من المطلوب تنظيم الصناعات الخاصة من أجل ضمان التكامل و الأمان ، سواء للعملاء أو العمال . كذلك من الواجب تحقيق المساواة في الفرص كهدف ، كذلك من الواجب ضمان التعليم و الخدمات الصحية للجميع ، فبدونهما سيكون الاختيار مدمرا بشدة ، لا يريد الليبراليون من الحكومة حماية الأفراد بعضهم من بعض او التدخل في العلاقات البينية إلا في حالات الجريمة المنظمة .
كيف يختلف الليبراليون عن المحافظين , و الليبرتاريون libertarian.( دراسة )
حتى عام 1800 كان الليبرالي و الليبرتاري يعني نفس الشيء ، فكلاهما كان محبذا للفردية و لا يثق في سلطة الدولة ، ومؤيدا للسوق الحرة ،ومعارضا للامتيازات الإقطاعية ، و لكن حدثت المفارقة بينهما اعتبارا من عام 1870 ، فمع ظهور التجمعات السكانية الكبيرة ، أصبح من الضروري في وجهة نظر الليبراليين أن توضع بعض التنظيمات الضرورية لتوجيه المجتمع ، كذلك أصبح من الخطأ اتخاذ موقفا سلبيا من تنظيم المجتمع و أن على الدولة أن تلعب دورا في تطوير الهياكل الاجتماعية ، بينما كان الليبراتيون يرون أن أي تنظيم للمجتمع يولد المزيد من الأخطاء ، أما في الجاني الاقتصادي فيرى الليبراليون أن الحرية المطلقة للسوق تؤدي إلى الاستغلال المنتظم ، و لهذا من الضرروي فرض بعض التنظيم الضروري ، بينما يرى الليبراتيون ترك السواق وفقا للعرض و الطلب ، و هكذا تضافرت جهود المحافظين المحبذين لنظرية السوق الحرة الرأسمالية مع الليبراليتيين في المجال الاقتصادي بينما ظلا متباعدين في المجال الاجتماعي .