عزيزي katz،

شكرا لتفاعلك مع قراءتي!

أحبُّ أن أوضح هنا أنني لا أغمز ولا ألمز ولا أهمز، إنْ رغبتُ في قول شيء، قلته مباشرة ولا حاجة لي إلى وسائل اللف والدوران.

قضية موقفي من "تبَّ"، تبقى موقفي. وأنا واعٍ جداً لموقف المسيح. أنْ أفهم موقف المسيح أو لا أفهمه، يبقى موقفي أنا. هنا والآن أنا بصدد موقفي من القرآن لا من السيد المسيح.

بشأن قضية أبا لهب، فأنا لا تهمني النبوءة في شيء، لأن أحداً لا يعرف إنْ كانتْ قد تحقَّقتْ أم لا. فكونه قضى مشركاً لا تعني أنه الآن خالدٌ في الجحيم، إلاً في نظرك أنت وفي نظر كل من آمن بالإسلام ديناً وبالقرآن كتاباً، أمّا ما خلا ذلك، فلا مجال للحكم على مصير الرجل في آخرته.

وهنا أود أن أوضح أننا كمسيحيون لا نجزم أبداً بشأن رجل أو امرأة أنَّ مصيره النار، حتى يهوذا الاسخريوطي نفسه. لكننا نجزم أنَّ رجلاً أو امرأة مصيره ملكوت السماوات وذلك لثقتنا أنّ الله محبّة لا متناهية. من هنا معاملتنا للبعض أنهم قديسون.

إذن، أنا لا تهمني النبوءة، فلا أحد سيتأكد من صدق نبوءة محمد بن عبدالله ما لم يمتْ، وإن مات فلا مجال له لتأكيد معلوماتنا لأن الميت لا يعود.

أنا هنا بصدد توضيح حقيقة أنه حتى لو تاب "أبو لهب"، فليس في ذلك حرج على محمد بن عبدالله، ولا فيه تحدي لأقواله، لأن قوله أصلا لم يكن نبوءة، بل إعلان إيماني، مفاده: من آمن بالله والقرآن ودان بالإسلام خلُص، ومن لم يفعل فمصيره إلى جهنم. وهذه رسالة بسيطة واضحة لا يشكّك فيها أحد.

الأمر بسيط.

أما إثارتي لقضية تبني زيد وإبطاله، فليس فيها غمزاً، بل هي مثالاً واقعيا وملموساً على إمكانية تبرير تغيير الأفعال أو الأقوال دون أن يوقعه ذلك في ورطة، وذلك لأن محمد بن عبدالله سبق وفعل (أو تلا ففعل فيما بعد في قضية التبني كمثال).

شكرا مجددا، ورجائي أن تقرأ كلماتي وتفهم ما تحمله من معاني واضحة فقط وحصريا.

تحياتي القلبية