معجزة صحيفة قريش

لما رايت قريش ان اصحاب رسول الله (ص) قد نزلوا بلدا امنا و استقروا هناك , و ان النجاشي قد منع من لجأ منهم اليه, و ان عمر قد اسلم , فكان هو وحمزة مع رسول الله (ص) و اصحابه , و جعل الاسلام يفشو في القبائل , اجتمعوا وائتمروا بينهم ان يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بني هاشم و بني عبد المطلب الا ينكحوا اليهم و لا ينكحوهم و لا يبيعوهم شيئا و لا يبتاعون منهم , فلما اجتمعوا لذلك كتبوه في صحيفة ثم تعاهدوا و تواثقوا على ذلك ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدا على انفسهم.
فلما فعلت ذلك قريش انحازت بنو هاشم و بنوا عبد المطلب الى ابي طالب و دخلوا معه في شعبه و اجتمعوا اليه و اقاموا في ذلك سنتين او ثلاث حتى جهدوا لا يصل اليهم شئ الا سرا مستخفيا به من اراد صلتهم من قريش.

لقد جهد المسلمون من ضيق الحصار حتى اكلوا من ورق الشجر و لقد قال سعد بن ابي وقاص: جعت حتى وطئت ذات ليلة على شئ رطب فوضعته في فمي و ابتلعته و ما ادري ما هو الى الان.
و لقد اوحي الى رسول الله (ص) ان الارضة ( الحشرة الاكلة) قد اكلت الصحيفة الظالمة لقريش و التي كانت معلقة بالكعبة . قال الرسول(ص) لعمه ابي طالب:
يا عم ان ربي الله قد سلط الارضة على صحيفة قريش فلم تدع فيها اسما هو لله الا اثبتته فيها ونفت منها الظلم و القطيعة و البهتان.
فقال ابو طالب: أربك أخبرك بذلك؟
فقال رسول الله (ص) : نعم.
فقال ابو طالب فو الله لا يدخل عليك احد.
ثم خرج الى قريش فقال يا معشر قريش ان ابن اخي اخبرني بكذا و كذا فهلم الى صحيفتكم فان كان كما قال ابن اخي فانتهوا عن قطيعتنا و انزلوا عما فيها. و ان يكن كاذبا دفعت اليكم اليكم بابن اخي.
فقال القوم : رضينا.
فتعاقدوا على ذلك فنظروا فاذا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.