اقتباس:  إبراهيم   كتب/كتبت  

اقتباس:هو هروب مؤقت : لكن الحقيقة ليست بمثل هذه البساطة .

يا أخ داعية.. فيه مثل لاتيني و ترجموه لعدة لغات و هو كاربي ديم أو اغنم اللحظة. الحياة كلها لحظة و اللحظة مضغوطة هي عمر باكمله. لحظة تقضيها سعيد تضاف إلى عمر قضيت قسط منه في السعادة. لابد أن نهرب للحظات و نعود و لكن في كل مرة ننعم بالسعادة. طبعا السعادة تنبع من الداخل و ليس بالضرورة بفضل المؤثرات الخارجية. يعني يمكن أن نأكل عيش و ملح و بصل و لأننا قانعون من الداخل فنحن سعداء.

انا معك في ان سعادة الانسان في اغتنام لحظته فقط دون النظر في الماضي والحزن عليه او النظر للمستقبل وتحمل الهموم لاجله ولما يأتي بعد .

ولكن هذا في اطار الحياة الدنيا فقط , حتى اذا تعدى هذا المنهج اطار الدنيا الى الاخرة وقال الانسان : يبقى يحلها ربنا ساعتها , فهل هذا حل جذري ؟ المشكلة في الايمان الجازم بمجيء هذا اليوم .

طيب ياابراهيم .................للبشر فنون في الهروب : واحد يسكر طينة طوال يومه وليله , واحد يتعاطى المخدرات بشكل يفقده الوعي تماما , وواحد يتخلص من حياته نهائيا ويظن بذلك انه هرب من واقعه الاليم ...................................ولكنه يفاجأ بأنه أمام واقع آخر أشد ألما من الاول .

ان الانتحار او الموت عموما ليس معناه الفناء , ان الانسان الذي غاب عن عالمنا بالموت ليس هو (الجسد ) الذي كنا نراه يتحرك فأصبح لايتحرك ! وانما الانسان هذا مخلوق اعظم بكثير من الجسد , انه ( ما كان بداخل الجسد) يحركه ويضفي عليه القوة والحياة والبهجة .............ان الانسان هو الروح ! ...........وليس الجسد للروح الا كالثوب الجميل او المركب الوثير.........حتى اذا فارق الانسان هذا الجسد : صار الجسد كخرقة بالية على الارض .

ان كل الهموم التي نعاني منها لاننا نهرب من هذه الحقيقة وهي : ان لنا روح لها غذاء مختلف عن غذاء الجسد , فكما يحتاج الجسد لوقود مستمر من الطعام والشراب : كذلك تحتاج الروح لوقود مستمر من الاتصال الروحي بالله الكائن الاعظم الذي اوجدها . تحتاج ان تذكره وتحبه وتتأله له وتتعبد , تحتاج ان تستمد منه حياتها واستمرارها لانه هو مصدر البقاء .

البقاء الذي نحرص عليه جميعا .