:(

جرت العادة في اسواق دمشق بأن يساوم المشتري البائع ويحاول تخفيض سعر السلعة قليلاً. وذلك كعادة اجتماعية وثقافية أولاً، وثانياً لأن جميع الباعة يرفعون الأسعار مسبقاً لأنهم يعرفون أنك ستساومهم :what:...

في أحد الرمضانات،نهاية عام 2000 على ما أذكر، كنت في سوق الهال القديم بالشام وتبضعت واشتريت من أحد الدكاكين بضاعة بسعر 1415 ليرة سورية (ما يقارب 50 دولاراً)...

على فكرة، لا أنصحكم بالتسوق وأنتم صائمون، لأن الصائم يشتري أكثر من حاجته بمرتين إذا مر بالسوق. فهو يتخيل أن شهيته الكبيرة ستأكل الأخضر واليابس بعد الإفطار.

المهم، أن بضاعتي التي كلفتني 1415 ليرة كانت تحتوي كمية هائلة من الأغذية والأطعمة ليس بإمكاني لا أنا ولا بقية العائلة استهلاكها.

لأول مرة في حياتي فكرت بأن أساوم البائع، إذ أن حيائي كما ذكرت سابقاً كان يمنعني عن ذلك. وطلبت منه بكل أدب، وبابتسامة عريضة، وحركة سخية من يدي وأنا أناوله ال 1500:"خليهن 1400 بدل ال 1415.... بلا هالخمسة عشر ليرة"............
وما أن تفوهت بهذه الكلمة، حتى انهال علي كل غضب الدنيا والآخرة من هذا الرجل، وفرغ بي كل عصبية الصائم، طبعاً بعد أن وضع ال 1500 ليرة في درجه. وأعطاني درساً في الأدب والأخلاق، ثم أتى ابنه وطوله متران وعرضه ثلاث :15:، والذي ناداه حوار أبيه العصبي، وبدأ بنهري هو الآخر، واتهمني بالشحادة والتسول والدناءة وما لهذه الألفاظ من مرادفات...

اكتفيت يومها بطلب بقية حسابي (85 ليرة) ولم أنبس بكلمة أخرى... ومضيت وأنا أشتم وألعن حظي العاثر الذي رماني ببائع كهذا.

المهم أنني نلت يومها ما يكفيني لأنني طلبت فقط من البائع أن يراعيني. :confused:

رمضان كريم... :)

نسيت : مريم، ابعثي لي بموقع الحلوى الذي تكلمت عنه وحددي قطعة الحلوى التي تريدينها أنت ونورس وتكرم عينك.... حلوان العيد القادم. ;)