الزميلة العزيزة "نسمة عطرة" ..

حين توفي الشيخ زايد قلتُ هنا أنه الحاكم العربي الوحيد الذي قد أحزن عليه، وتكلم غيري عنه على أنه البدوي الجاهل الغبي المتخلف، اليوم ينتقدون إيران ويقارنون بينها وبين الإمارات في مدى الدعم الذي قدمتاه إلى الفلسطينيين، والأدهى من ذلك، حين خرج الإسرائليون من غزة، قال أحد الفلسطينيين الغزاويين أن غزة سوف تصبح غنية وعصرية مثل دبي، رويدا يا أخي، مهلا.. طيب قول مثل تل أبيب ..! لماذا الحسد نحو عرب يعيشون آلاف الأميال بعيدا عنك؟ لم لا تحسد الغني الذي يعيش بجوارك وقد سرق أرض أجدادك؟

قرأت مداخلة لإسرائيلية على البي بي سي تقول أن العرب لن يتقدموا ما دام يحكمهم الملالي في إيران، يا أخي ما شأنكي أنتي والملالي؟ ما تخليكي فحالك ..لول، ويتبجح أعرابي ما بأن الفلسطينيين أنفسهم لا يريدون كامل فلسطين التاريخية بل قضمتين فقط متباينتين في الموقع من التفاحة، هل غزة والضفة حتى لو أضفنا إليهما القدس الشرقية يمكن أن تصبحا دولة؟ أنا معتادة على أن الدول على الخرائط تكون قطعة واحدة !! هم خلقوا مشكلة الفلسطينيين وأخرجوهم من ديارهم وأفقروهم وشتتوهم ويجب لا أن يحلوا مشكلتهم فقط بل أن يقنعوا الدول المجاورة أنهم لا يشكلون خطرا على أمنها وحدودها ، كيف نتصالح مع اسرائيل إذا كان مؤيدوها في كل مكان يشوهون سمعة العرب والمسلمين ويلصقون بهم الإرهاب والتخلف والوثنية في إعلامهم وأفلامهم حتى لو تصالح الفلسطينيون معهم؟
لا أعرف لم يطول الإرهاب عمان، أنا معتادة أن العمليات الإرهابية إسلامية الطابع لديها مطالب عند حكومة الدولة التي يحدث الإرهاب على أرضها، مطالب عادلة أو باطلة وفي الغالب خليط من هذا وذاك، في السعودية تحدث العمليات الإرهابية لأن الإرهابيين يرون أن المملكة بدأت تفجر !! بدأت تتجه إلى العلمانية! ويجب ردها إلى حظيرة الدين! السبب الآخر وجود قوات أمريكية على شواطئها مما يشكك بسيادتها ، العمليات الإرهابية ضد المواطنين الأمريكان والإنجليز من أجل ترك الشرق الأوسط في حاله كي يصبح متخلفا ومستقلا!! التفجيرات في فرنسا بسبب الفقر والبطالة التي تعيشها فئات معينة من المجتمع وهي دوافع لا علاقة لها بدوافع الإرهاب في السعودية مثلا، ولكن البرو اسرائيلز سيلذ لهم (بمن فيهم بعض العرب) أن يربطوا بينهما على أن الإسلام هو أديولوجية تولد الكره والإرهاب .
أما في فلسطين فالوضع يسير في حلقة مفرغة، أمن اسرائيل مهدد حتى تحقق مطالب الفلسطينيين، ولكن ضحايا العنف من الجانب الإسرائيلي لا يضغطون على حكوماتهم كي تستجيب للفلسطينيين بل يضغطون عليها كي ترد على العنف بعنف أعنف منه ويصوتون في الإنتخابات لأفضل مجرم حرب يجدونه ! كثيرا ما سمعت الإسرائيليون والأمريكان (المدنيين والأبرياء !!) يتكلمون بعنجهية ولامبالاة واضحتين حين تحدثينهم عن معاناة الفلسطينيين أو العراقيين، حتى يتعرضون هم للموت عن طريق الإرهاب أو حتى الكوارث الطبيعية، عند ذلك يبدؤون بالتعاطف مع سواهم من منكوبي العالم، مما يشعرك بوجود عدالة شعرية ما داخل هذا الخليط المأساوي من أخطاء الحكومات التي تدفع ثمنها الشعوب .