الاستاذ مهاجر كتب :

تعقيب على الاخ داعيه

انت ذكرت يا اخ داعيه... وفسرت موت الاطفال من الزلازل والامراض...من اجل انا اعرف النعمه التي انا فيها وذلك بقولك..

لكي تعرف قدر النعمة التي انت فيها حينما تنظر اليهم .



.....وما ذنب هؤلاء الاطفال ان يكونون ضحيه من اجل ان اقدر النعمه التي انا وانت فيها ....الا يستحقون الاطفال بأنهم يعيشون ويستمتعون بالنعمه التي انا وانت فيها..... كذالك

وبعدين .......افرض اني انا وانت لم نقدر النعمه بموت هؤلاء الاطفال... ...يكون الاطفال موتهم خطأ يعني ........ وهل في نظرك فعلا الناس قدرت النعمه اللي انت تتكلم عنها ام لم تقدر؟ ..


----------------------------
أنت اقتربت من الحقيقة الان ..........

هؤلاء الاطفال يكونوا مظلومين في حالة فناؤهم بعد الموت . في هذه الحالة فقط يكون فرض الظلم مطروحا .
واما في حالة انبعاثهم من الارض مرة اخرى كما انبعثوا من بطون امهاتهم اول مرة : ليتم تعويضهم تعويضا حقيقيا في ضيافة ملك السماوات والارض , تعويضا يليق بكرمه وملكه وغناه المطلق : فهنا فرض الظلم غير مطروح !
وانما يكون المرض والاعاقة اختبارا لهم , او ( ابتلاء ) بحسب المصطلح القرآني , والحياة كلها عبارة عن ابتلاء واختبار كما أخبرنا القرآن .

ثم على الجانب الاخر : أنا وأنت إن لم نقدر النعمة التي اعطانا , وكفرنا ولم نستخدمها في الخير : فيكون العدل هنا هو العقاب . ان نعاقب انا وانت لاننا ظلمنا الحقيقة مع ان الله قد نبهنا اليها , ولم ينبهنا اليها مجانا ! بل شقي أناس في حياتهم وذاقوا مرارة العجز والمرض والاعاقة لكي ننتبه الى الرسالة أو ( الشفرة ) الربانية الرمزية تلك وهي : اعرف قدر نعمتي عليك واستخدمها في طاعتي , لانك كنت من الممكن ان تكون مثل واحد من هؤلاء , ولكني اعطيتك مالم أعطهم , فأحسن استخدام الهدية .
فاذا رأى الانسان الطفل المشلول القدمين : ثم سعى الى اماكن الفجور والعهر , ورأى مقطوع اليدين ولم يتورع مع ذلك عن السرقة , ورأى الاعمى ولم يتورع مع ذلك عن رؤية المومسات والزناة في احط حالات البهيمية , ورأى العنين والعاجز جنسيا ولم يتورع عن الزنا , ورأى الفقير والمسكين وذا الحاجة ولم يتورع عن التعامل بالربا .....................الخ الخ :
مثل هذا يكون العدل في حقه هو العقاب .
واذا وصل الطغيان والخسة به الى أن أنكر أي إحسان من الله اليه واي ( تفضيل ) فضّله له على الناس , وكفر بربه ومربيه وأول منعم عليه :
فيكون العقاب في هذه الحاالة هو ( جهنم ) .
لانه :
1 – كذب ولم يحسن استخدام الهدية المعطاة له وقال انها تمليك .
2- لانه لم يحقق الغرض المقصود من ابتلاء الاطفال والمرضى والمساكين في هذه الحياة .

ملحوظة : اجابتي مستفادة من ابحاث الاديب المفكر التركي : سعيد النورسي .


تحياتي .