الزميل طارق .
أشكر مساهمتك .
أتفق معك أن معركة الإرهاب هي بالأساس معركة المعتقد ، ولكن هناك وجه عملي عاجل لن ينتظر ولا يحسم سوى بالقوة .. كلاهما لا يغني عن الآخر ، القوة و الفكرة .

الزميل katz المحترم .
مرحبا بك .

الأخ إبراهيم .
يا سيدي مثل أي مشكلة واقعية أخرى .. نحن أمام موقف محدد الآن و لدينا خيارات ، لنتخيل ان جلالة الملك عبد الله يسألك :" كرجل لديه تجربة خاصة في الحياة .. ماذا تقترح علينا الآن ؟" .
دعنا نقرر بعض الحقائق ، إننا لا نتحدث عن عبد الناصر بل عن الأردن حيث هناك حزب للإخوان المسلمين يشارك في الحياة السياسية وله ممثلون في البرلمان ، و حيث يحظى الفلسطينيون بأفضل معاملة كشركاء في الوطن ، أي لا يوجد سبب منطقي كي نقول ان ما يحدث هو رد فعل على عنف سلطوي . هو عنف مجاني يا أخي كما يحدث في كل مكان آخر في العالم عندما يستهدف الأبرياء لأسباب أيديولوجية غامضة معادية لمفهوم الأخوة البشرية .
ربما أكون مخطئا و لكني أسأل هل نتوقف عن مطاردة الأفاعي حتى لا تلدغنا ؟. هذا وضع مقلوب فنحن نطارد الأفاعي لأنها تلدغنا بالفعل سواء طاردناها فسلمنا او تركناها تعبث بنا كيف شاءت . رغم هذا المنطق فهناك طائفة في الهند ( الجانية ) تحرم العنف حتى مع الميكروبات و ترحب بتلك الميكروبات في أجسادها الرقيقة ،و لكني كرجل خشن أنظر إليهم ما بين الإشفاق و التعجب وربما الاحتقار ، فلم أسمح قط للكتب التي أدمنتها أن تحيلني إلى ( جاني ) !.

السيد أثيل .
تحية و تقديري لمساهمتك .
لو صح ما فهمته فانت ترى .
1- من ارتكب هذه الجرائم لا يعبر عن الإسلام الصحيح .
2- تتوقع أن مرتكب هذه الجرائم من فيلق بدر .
3- تطالب بطرد العراقيين من الأردن أو مراقبتهم .
سوف أطرح هذه العناصر للمناقشة و من شاء يدلي برأيه .
اسمح لي أن أبدي بعض الملاحظات.
أولا : إن الإسلام كثقافة تاريخية بريء من الإرهاب ، و إن الوهابية التكفيرية التي تشكل الفكر القائد للإرهاب الإسلامي المعاصر هي قراءة منحرفة للإسلام لم تنشط سوى بالدولار البترولي و دعم حكام السعودية ،وهم اليوم يصححون هذه الأوضاع بمساهمة نشطة من الغرب !.
ثانيا : الموضوع أكبر كثيرا من أن يكون مجالا لتراشق طائفي آن له أن ينتهي وفي هذا الإطار فلنرفض أي تصريحات تحمل روح الشماتة أو التشفي . شخصيا تخوفت كثيرا من أن الإرهاب الذي يضرب العراق بين تصفيق أكثر العرب و تهليلهم ، سوف يمتد إلى الدول المصدرة للإرهابيين و الحامية و الداعمة لهم ، توقعت – متمنيا خطأ توقعي - أن هذا الإرهاب سوف يمتد لمصر و السعودية و الأردن وسوريا ، و سيذهب لبريطانيا و فرنسا و أمريكا و باكستان و كل مكان يوفر لهم الحماية ،و تحقق كل هذا و بالحرف .
اليوم يضرب الإرهاب عمان ، و هذا لا يدعو للشماتة أو اللوم و العتاب ، فالحكومة الأردنية بذلت جهودا واضحة ضد الإرهاب ، و لكن مشكلة الأردن هو أنه كان دائما مستهدفا من جيرانه، و هو الآن مستهدف من قواعد الإرهاب الأصولي على أرضه وحوله ، لقد حاول الأردن تجنب الصراع مع الإرهاب كما كان يتجنب مواجهة عبد الناصر و الأسد و صدام و عرفات في الماضي ، و لكن هذا الإرهاب يضربه الآن في عقر داره ،ولابد للأردن من أن يحسم أمره و يضرب الإرهاب في قواعده .
يا عزيزي .. لا يمكن لنا أن نجادل في الحقائق أكثر من هذا فحتى من يقول أن هذه التفجيرات من صنع المخابرات الأمريكية أو الموساد أو إيران لا يصدق ما يقوله ، كيف بالله نبحث عن قرائن و الاعتراف سيد الأدلة . إن هناك تنظيمات بالفعل تمارس الإرهاب الأصولي التكفيري لها زعماؤها و فقهاؤها و منتسبيها ومراكزها و مصادر تمويلها .هذه التنظيمات معروفة و تعلن عن نفسها و عملياتها بكل لسان مبين ، فلمصلحة من و لأي سبب نجادل و نتلاعب بهذه الحقائق و نخدع أنفسنا، فهذه العمليات الإرهابية تحمل نفس السمات و لها نفس الأهداف في مختلف أنحاء العالم و تنم منذ فترات طويلة تمتد إلى السبعينات من القرن الماضي . هذا يؤكد أن الإرهاب الذي يضرب العراق اليوم و تقوده القاعدة هو امتداد للإرهاب الذي ضرب مصر , وغيرها من دول الشرق الأوسط ،ولا مجال لتسمية نفس العمليات مقاومة في العراق و إرهابا في غيره .. قتل الشيعة و استهدافهم في العراق مقاومة و قتل السنة بنفس الطريقة في الأردن و مصر إرهاب ..تلك و الله قسمة طيزى لم يقصد بها وجه الله ولا الإنسانية .. تلك قوانين سكسونيا .. تلك عدالة العرب و العرب قوم لا يعدلون !.
يا أخي الفاضل .. كل مجتمع عربي يدعي أن الإرهاب وافد عليه وهذا خداع للذات . إن الإرهاب في الدول العربية هو منتج محلي كنتاج طبيعي لنوع من ثقافة الانحطاط ، هذا لا ينفي الحقيقة أن الإرهابيون التكفيريون أمة واحدة معادية للبشرية و ينتشرون في كل مكان في العالم كالسرطان الفكري .

أبو نتالي .
تحية تقدير .
أتفق معك على ضرورة تطوير الهياكل الأمنية للتعامل مع التطورات الحادثة في فنيات العمليات الإرهابية ، هذا التطور أصبح ملحا مع حصول الإرهابيين في العراق على تكنولوجيا متطورة . هناك أجهزة أمنية أردنية مشهود لها بالكفاءة ،و أعتقد ان المشكلة في جوهرها هي مشكلة معلومات ، خاصة مع الانفلات الأمني في العراق الذي يوفر غطاءا ممتازا للإرهابيين .