ولكن هناك حلول على المدى القصير والطويل.

الحلول على المدى القصير هي عبارة عن إجراءات أمنية وبوليسية وإعلامية.
أفكر بثلاث خطوات:

1) محاولة معرفة القتلة الجناة ومن يقف وراءهم وملاحقتهم ومحاكمتهم وزجهم في السجون.

2) إطلاق حملة إعلامية منظمة على منطق هؤلاء الرعاع وأيديولوجيتهم الإرهابية الهدّامة.

3) إمكانية هدم بيوت هؤلاء القتلة لو تبين أن أهلهم كانوا عاملاً مساعداً ومشجعاً على أن يسير ابنهم في هذه الدرب المجرمة. هكذا، أيضاً، يعلم القاتل بأنه لو نجا وهرب إلى حضن ربه، فإن أهله على الأرض سوف يدفعون ثمناً فادحاً.

على المدى الطويل فإن الحل يكمن في "تجفيف المنابع".

"تجفيف منابع الإرهاب" يعني إعداد خطط عمل طويلة الأمد، وعلى امتداد مساحة البلد، لسنوات قد تطول بعض الشيء. هنا، يكون التركيز على محاور ثلاث: المسجد، المدرسة، الإعلام (صحافة وتليفيزيون وراديو).

1) المسجد: وضع يد الدولة على المساجد بشكل لا يسمح للخطباء المتطرفين باعتلاء منابر المساجد والتحريض من فوقها - كعادتهم - على القتل والفتك والدمار. هنا، تستطيع الدولة أن تلزم كل خطيب وإمام أن يكتب خطبته ويعرضها على الرقابة أولاً لتنقيتها من الشوائب الظاهرة والخافية. فدم بريء واحد أهم بكثير من حرية أحد المتطرفين على إخراج قيح صدره أمام الدهماء وتحريضهم على القتل والفتك.

2) المدرسة: إعادة النظر بالمناهج الدراسية. وتقليل "ساعات الدين" فيها. ومقابلة العقيدة بدروس في الفلسفة والمنطق. ببساطة، إنه إعلاء شأن العقل الدائم المستمر وتسليح الطالب ضد "الاستلاب" الذي من الممكن أن يتعرض له من قبل هذه الجماعات في سنين مراهقته الأخيرة.
في المقابل، اختيار "رجال دين عقلاء فضلاء معتدلين" (إذا وجدناهم:)) يقومون بالتدخل في حصص التربية والدين، ويهاجمون "أيديولوجية الوهابيين والقطبيين" من خلال الدين الاسلامي نفسه.

3) الصحافة والراديو والتليفيزيون: من المهم تخفيض ساعات البث الديني والصفحات الدينية في هذه الوسائل الإعلامية بصورة كبيرة. ومن المهم ترويض القراء والمتصلين بوسائل الإعلام على متابعة أمور أخرى أكثر غنى وانفتاحاً ومعرفة. هذا بالإضافة إلى الغض من طرف كل من يروج أو يحرض على ممارسة مثل هذه الأعمال.

***

بقي أن المشكلة في هذه الحلول أنها ليست مجدية تماماً، ما زال "المواطن العربي" محبطاً في بلده. لا يجد فرصاً كافية لتحقيق ذاته والنهوض لشؤون يومه.

تبقى مسألة الاقتصاد والتنمية من المسائل الأولى التي يجب التعامل معها. فمجتمعنا باع نفسه، في العقود الأخيرة، لرجال الدين، لأنه مجتمع "محبط يائس" لم يعد يملك أملاً للنمو التقدم والتطور على الأرض، فحاول أن يجد هذا كله "في السماء".

واسلموا لي
العلماني

واسلموا لي
العلماني