أخي العلماني .
تحية و تقدير .
بداية أريد أيضا أن أعبر عن توافقي ليس فقط ما طرحته من أفكار بل أيضا مع اللغة القاطعة الخشنة التي حملت تلك الأفكار ،فمن الواضح أن الملك عبد الله الثاني وجد الآن مستشارا ممتازا . لهذا لا أملك سوى أن أبصم بالعشرة على تلك المقترحات كلها .
لدي مشكلة مزمنة في الحوار مع العلماني ، ففي الأمور التي نتفق فيها وهي عديدة ، تتطابق مواقفنا بحيث لا يكون هناك فراغ من التباين يمكن للحوار أن يتنفس فيه . لهذا أترك نفسي استرسالا مع ما طرحه العلماني و ليس ردا عليه .
أشعر يا صديقي أن النخب العربية التي تنتمي لتيار التنوير و الحرية و الحداثة و حقوق الإنسان أول المستهدفين بتلك الانفجارات . ربما كنا بأجسامنا بعيدون بالفعل ،و لكن هناك تراث عزيز من القيم التنويرية شيده آباؤنا المؤسسون في أقسى الظروف يتم تفكيكه الآن . إن هناك الكثير من اللوم الذي يمكن أن نوجهه لأنفسنا كطليعة نخبوية ، فنحن نستنزف أنفسنا في خلافات ثانوية بين اليسار و اليمين ، و نحن أضعف مما يجب و أكثر طراوة مما يليق ، وغالبا لا نرتقي لمستوى الرسالة التي نحملها و لا نفهمها بشكل صحيح . نحن بدعوى التسامح صرنا نتسامح مع عدم التسامح ، و بدعوى الديمقراطية سمحنا للشموليين بالقفز إلى الزورق الذي يخططون لإغراقه ،و بدعوى حرية الرأي نستفتي القاتل في دم القتيل .

الزرقاوي .
مرحبا .
يعلم الله أني لم أفهم شيئا .
لا أعتقد أن الملك عبد الله يخطط لأي عملية جراحية !.
هل لديك معلومات أن الأمير الحسن يتزعم الجماعات الانتحارية لأن هذه أول مرة أسمع فيها هذا الخبر !.

جادمون .
أخي العزيز .. يسعدني أن نتفق على رفض أي عمل إرهابي مهما كان هدفه ، فقط أريد ان تمتد مظلة هذا الرفض ليشمل أيضا الأعمال الإرهابية ضد السياحة في أي قطر بما في ذلك مصر و أيضا ضد الأفواج السياحية التي بها يهود و إسرائيليين ، إننا لو بدأنا الاستثناء لن ينتهي هذا الاستثناء عند حد .. أتمنى أن يكون موقفك من تفجيرات طابا قد تغير إلى الرفض .