اقتباس:خالد عرار ـ حسين درويش  
‏- هل ستكون ثورة المازوت مقدمة لاسقاط الفريق السياسي الذي يحكم البلد، واسقاط كل ‏مناخاته ومفرداته وتعهداته امام المجتمع الدولي من نافذة ارتفاع سعر المحروقات المتزامن ‏مع فصل شتاء قارس كما تنبئ الاشارات المناخية، والمتزامن ايضاً مع كساد في المنتوجات ‏الزراعية وتدني اسعارها، واقفال كل الافاق امام ابناء البقاع بسبب غياب اي خطة ‏حكومية منذ العام 1992 لانقاذه وانقاذ مواسمه من التهميش المستمر، الا من التقاط الصور ‏الفوتوغرافية عندما تقوم السلطات الامنية باعتقال مزارع لم يرَ سبيلاً لخروجه وخروج عياله ‏من حالة العوز والفقر الا بزراعة «جلّ» من حشيشة الكيف يعتبر اذا نفذ به ليسدد ديونه ‏ويسد رمق اطفاله.‏  
فهل يعقل في زحمة البحث عن الحقيقة ان نهمل حاجات الناس الحياتية والضرورية جداً لا سيما ‏منها المتعلقة بصحتهم «فاحذروا ثورة الكريم اذا جاع».‏  
لليوم الثاني على التوالي تنطلق المظاهرات الشعبية الحاشدة احتجاجاً على ارتفاع سعر ‏المحروقات في كل البقاعين الشمالي وبعلبك والبقاع الاوسط وهذا الاجتماع كان من خلال قطع ‏الطرقات الدولية والعامة بالاطارات المشتعلة حاملين شعارات تندد بالرئيس السنيورة ‏وخطته الاقتصادية.‏  
ففي مدينة زحلة بدأت الحشود الشعبية بالتجمع امام سراي زحلة تلبية لدعوة التيار ‏الوطني الحر ونواب الكتلة الشعبية برئاسة النائب الياس سكاف وحزب الطاشناق، وسط ‏انتشار كثيف لوحدات من الجيش اللبناني المجهزة بالهراوات وادوات اخرى لمكافحة الشغب، ‏وانتشار لقوى الامن الداخلي التي ضربت طوقاً امنياً حول المنطقة، وعندما اكتمل وصول ‏الحشود التي رفعت اعلام التيار الوطني الحر واعلام الكتلة الشعبية واليافطات التي كتب ‏عليها:‏  
‏- انتبه انفلونزا المازوت.‏  
‏- لح تطلع معنا بالزحلاوي
‏- بيكفي، بيكفي تعاسة بدنا نعبي الطاسة.
‏- حكومة الاكثرية النيابية تجوع الاكثرية الشعبية.‏  
- ولادنا بردانين، وحكامنا مش سألانين.‏  
‏- يا سنيورة قول لسعد لوين مودّينا بعد.‏
‏- يا سنيورة بردانين لوّعنا برد تشارين ‏  
وصل نواب الكتلة الشعبية والتيار الوطني الحر وحزب الطاشناق النائب عاصم عراجي قال: ‏‏«الحد الادنى للاجور في لبنان هو ثلاثماية الف ليرة اي ما يعادل ثمن برميل مازوت ونصف فماذا ‏يأكل المواطن الذي يتقاضى 300 الف ليرة.‏

هنا اقول لوزير الصحة ان يسعى لدفع ميزانية الاستشفاء لان المستشفيات ستكتظ بالمرضى من ‏جراء البرد والرطوبة.‏  
الاب عبدو رعد مدير دار الصداقة تحدث باسم الجمعيات الاهلية قائلاً «الجوع لا يرحم وعلى ‏الدولة ان تخفض سعر صفيحة المازوت والبنزين بشكل لا يتعدى الخمسة دولارات لكل منها».‏  
النائب حسن يعقوب حيّا بكلمته البقاعيين الذين ما بخلوا يوماً بعطاءاتهم في سبيل هذا ‏الوطن، ها هي الدولة تحرمكم حتى من التدفئة، موضحاً لقد راجعنا المعنيين، وحذرناهم ‏واليوم نقوم باجتماع هادئ وسلمي، لكن لن تبقى الامور هكذا اذا ما استمرت باستهتارها ‏بابناء البقاع، وردّد قول ابا ذر الغفاري «اعجب لانسان جائع كيف لا يخرج شاهراً سيفه»، ‏وقال: «لن يبتسم لبنان اذا بقي بقاعه متألماً، ولن نسمح بان يتحول اهلنا في البقاع الى ‏مشردين فقراء، سيبقى اهل البقاع شرفاء كرماء.‏  
النائب الياس سكاف شرح للمعتصمين المراجعات التي قامت بها الكتلة الشعبية والتيار الوطني ‏الحر من اجل تخفيض سعر صفيحة البنزين والمازوت لكن دون جدوى، محذراً الحكومة من عواقب هذا ‏الامر، لان هجوماً عنيفاً تعانيه الاحراش والاشجار لقطعها من اجل التدفئة.‏  
النائب سليم عون قال: «نعيش في ظل حكومة فاشلة سياسياً وامنياً واجتماعياً وزاعياً، فما ‏زالت المحاصصة جارية على قدم وساق كما كانت في السابق، والتلزيمات، والتشكيلات الامنية ‏المذهبية والكيدية وختم موضحاً ان التحرك سيستمر وسيشمل كل المناطق اللبنانية حتى تحقيق ‏المطالب.‏  


في بعلبك  


هذا في زحلة، اما في بعلبك فقد اتسعت دائرة الاحتجاج وتم حرق الاطارات والتظاهر في منطقة ‏بعلبك وقرى القضاء لليوم الثاني على التوالي احتجاجاً على عدم تخفيض سعر صفيحة المازوت ‏وامتدت مظاهر العصيان لتشمل طريق غربي بعلبك حمص الذي قطع لثلاث ساعات فنزلت الناس الى ‏الطرقات منذ العاشرة صباحاً متجنبة نقاط التفتيش وتمركز انتشار الجيش اللبناني الذي سير ‏دوريات مؤللة منذ فجر امس تحسباً وقد اقام نقاط تمركز وبقي في حالة استنفار طيلة يوم ‏امس وخصوصاً عند مفارق بلدات بريتال الطيبة، طليا.‏  
ورفع المتظاهرون شعارات تطالب باستقالة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وتدعو الى تخفيض ‏المازوت وبدورها اقامت قوى الامن الداخلي عدداً من الحواجز عند مفرق النقطة الرابعة ‏‏(الجامعة الاميركية) وبقيت في حالة استنفار امني طيلة يوم امس. وخصوصاً في المناطق التي شهدت ‏قطع طرقات وحرق دواليب على الطريق الدولي في مناطق سرعين، الحلانية، مفرق الخضر، تمنين، ‏وعلى طريق غربي في حوش النبي وتمنين الفوقا، وبقيت الطريق الدولية زحلة بعلبك مقفلة ‏بوجه السير لمدة ثلاث ساعات لتعمل بعدها فرق من الدفاع باطفاء الحريق وازالة العوائق ‏بمساعدة الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي.‏