الاخ الفاضل جقل :
تفضلت بالقول :
..............
أن تستعمل عبارة عصرية من قبيل "تعددية سياسية" على ممارسات سياسية أو دينية كان يقوم بها علي بن أبي طالب قد يكون فيه بعض التعسف و عدم الدقة. لأنني أفهم التعدد السياسي على أساس القبول بالآخر المخالف و ربما مشاركته السلطة و كذلك التخلي له عن السلطة في حال الإحتكام الى عملية أنتخابية
............
الجواب:
لقد ذكرت لك فى المداخلة الماضية ان التعددية السياسية يجب ان تكون على اساس دستورى و هو القران الكريم و السنة النبوية .
فهذا هو الدستور الذى تقره الدولة و تقوم عليه .
الامام عليه السلام ترك خصومه السياسيين بكل تاثيرهم الفكرى و السياسى و الاقتصادى بل الاخطر و هو الدينى
فكان لهم سلطان سياسى مؤثر فى القبائل بل فى امتدادات جغرافية .
حتى لو لم يتم تعيينهم من قبل الخليفة الا ان لهم سلطانهم المؤثر سياسيا و ربما عسكريا فى كثير من الاحيان .
اصحاب هذا التاثير المعارض للدولة اذا بقى فى المجال السياسى و الاقتصادى و الدينى فان الامام لم يقمعه و لم يضربه و يقضى عليه بل حاوره لفترات طويلة جدا و لم يتحرك ضده عسكريا الا بناء على تحركات الخصم السياسية بل من قواعده عدم بدا القتال فى الميدان الا بعد ان يبداه الخصم كى تقوم الحجة الكاملة على خصمه بالظلم و تعدى الحدود و الحلول السلمية .
الامام على هو الوحيد بين الخلفاء الذى اجمع عليه البدريون من الصحابة و اجمع عليه الناس الذين ثاروا على حكم عثمان .
و بالرغم من ذلك فقد رفض الامام هذا الفوز فى الانتخاب
لانه لا يؤمن بان الخلافة فى الاسلام انتخابية
فرفض هذه الخلافة و هذا المنصب الذى لا يؤمن به .
و اعلن ان الخلافة منصب دينى الهى
و طلب ان يتقدم كل من سمع تنصيب الرسول الاعظم للامام على فى غدير خم و اخذ البيعة له ,
فعندما شهد الناس على ذلك فاقروا بان منصبه دينى الهى قبل بالخلافة .
فكيف يتنازل عن منصب دينى الهى كفله الدستور و هو القران و السنة ؟؟؟
ثم ان الحوارات لم يكن ينهيها الامام بل الفئات الاخرى بالتحرك العسكرى للقتال و انتزاع الولايات بالقوة و قتل اتباع الامام بوحشية .
و خصومه لم يتوفر فى واحد منهم اجماع من الامة عليه بربع ما توفر للامام على عليه السلام .
و بالرغم من انه يعتقد احقيته بالخلافة كمنصب دينى و سياسى منذ انتقال الرسول الاعظم الى جوار ربه الا انه لم يرفع السيف ضد غالبية يرى بطلان ما ذهبت اليه و اثر التحرك سياسيا و دينيا لاثبات حقه فى السلطة السياسية بينما السلطة الدينية لم يستطع احد انتزاعها .
من هنا اخى الفاضل
فالامام قاتل لان الطرف الاخر اخترق الدستور و لم ينتهج الطريق السياسى لانتزاع السلطة بل انتهج الاسلوب العسكرى فقاتله و لو انهم حاولوا بالاسلوب السياسى لما قاتلهم بل لحاورهم و تقبلهم فى المجتمع الاسلامى .

اللهم صل على محمد و ل محمد
لا فتى الا على و لا سيف ا لا ذو الفقار