اقتباس:ملخص النظرة الماركسية للتدين والايمان أنها تربطه بال ( هروب ) وبال ( ضعف ) وبال ( الجبن ) وهذه كلها مصطلحات تحمل مفاهيم كريهة وغير محببة لدينا جميعا .

أخي العزيز:

هل ننكر أن كثيرا من الإساءات حدثت بإسم الدين فرأينا التواكل و رأينا التهربية؟ يمكن أن أعطيك قائمة طويلة عريضة عن سلبيات التدين و التي رأيتها في المجتمع المسيحي و ستجد أن لها مثيل في أديان أخرى. هناك تهربية و هناك سلبية و بإسم الدين.

اقتباس:لكن في الحقيقة أن هذا هو الأسلوب الامريكي في الدعاية السلبية لأي شخص أو مذهب أو حزب سياسي او ديني

العكس تماما يا صديقي. السلبية مذمومة في خطاب الإنسان الأميركي العادي و المتوقع منك دوما أن تتحدث بنبرة إيجابية في كل شيء فتتحدث اكثر عن المحاسن. لو سألت أي أميركي مثلا عن الإسلام سيجيبك عن الأشياء الإيجابية و يقول لك:
They are devout, disciplined people.

و لنفرض أني تجاسرت و تحدثت أمامهم بشكل سلبي، عندئذ سأبدو أني أنا القليل الأدب لأني ظهرت بمظهر الـ religion basher أي القارع في أديان الغير دون احترام. هذه هي الأخلاق الأميركية و تبرمجنا بها و لله الحمد و المنة في ذلك.

اقتباس:وعلى العكس : يقول لك : ان الالحاد هو التحضر ! هو الالتحرر ! هو الشجاعة والجرأة !!

جرأة في غير محلها أخي الكريم !

العجيب ان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا منذ 1400 سنة أن هناك من سيشرب الخمر في آخر الزمان ( يسمونها بغير اسمها ) انتبه الى هذه الجمله .

و من قال إني أرى أن البديل هو الإلحاد يا صديقي؟! يمكن أن ترد بمنتهى الإيجابية و تقنعني من القرآن فتقول لي شيء مثل: "و لا تنس نصيبك من الدنيا" و ترد أيضا علي بمثال الرسول لما رد على المتنسكين في غلوهم الديني و قال لهم إنه يعيش بموجب الفطرة فيصوم و يفطر و ينكح النساء، برهان على الحياة الطبيعية في جمالها و نسقها الطبيعي.

التحضر ليس هو الإلحاد، و ليس هو التدين. التحضر هو أني أضعك أنت كأخ لي في الإنسانية فوق أي اعتبار أياً كان. هذا هو التحضر.

اقتباس:الا تسمع وتقرأ اليوم في وصف الخمر : مشروبات روحية ؟

ويربطونها بالسعادة ايضا .................سعادة فلصو , وهم , يفيق على ضنك أشد مما تركه .

أنا أبحث عن سعادة حقيقية لا أهرب من نفسي حتى أجدها ..........

عندي في الثلاجة زجاجة نبيذ أحمر أستخدمها في طبخ بعض الأطعمة عند اللزوم و أحيانا لتهدئة الأعصاب، و لكني لا أربطها لا من قريب أو بعيد بالسعادة. السعادة تنبع من داخلي. السعادة هي أن أكون قنوعا فأكون أغنى الناس. هي حالة حاضرة. هذا ما أشدد عليه. وجودها في الحاضر. السعادة هي: أطب مطعمك يا سعد تكن مستجاب الدعوة.. كل هذا يتم الحديث عنه بلغة الحاضر و ليس عن موقف أخروي.

اقتباس:الايمان يجب ان نعلم انه هو الشجاعة الحقة لانه انتصار على الذات التي تهرب من التعاسة بالبحث عن الخمر والزنا والحرام والعربدة .

الايمان هو المواجهة ايضا ! وليس هروبا أبدا ..............لان الاستسلام لمطالب الغريزة بحثا عن السعادة هو طابع الانسان , والايمان هو مواجهة النفس من اجل الله . وهو يمنح السعادة .

كلام جميل و أوافقك عليه. (f)