اقتباس:كيف يبني الأسلام ....نعم الأنظمة التي ذكرتها لم تولد كلها مرة واحدة بل تطورت مع تطور الأنسان , اذا الأنسان لم يتفق على نظام واحد بل نبذ نظام واصلح آخر ولم يصل حتى الأن الى النظام الكامل

ليس هناك نظاماً كاملاً في أيدينا، ولا أظن بأننا سوف نصل إليه. بل لعل هذا أجمل ما لدينا، فنحن في تطور مستمر.

النظام الكامل تحديد للطموح وقتل للابداع. فنهاية الطريق هي انتهاء الرحلة الجميلة وجعلها من تراث الماضي. أما لو قلت لي بأن عند الإسلام نظاماً كاملاً، فلسوف يضرب "الكيبورد" عن الاستجابة لحروفك:) ...

اقتباس:نعم يوجد كتب أسلامية تتحدث عن نظرة الأسلام للكون ونظام السياسي والأقتصادي ولكن مفكرينا العرب ينظرون الى الفكر المستورد من الغرب والشرق بتلهف ولكن الى الفكر الأسلامي لا ينظرون الا الى القشور

عندما كان الفيلسوف الألماني "هيجل" يكتب "دروسه" في الفلسفة. مر على جميع عطاء العرب والملسمين ببضعة سطور. ثم علق بأن الانتاج العربي الاسلامي يعتمد على النقل، وهو بهذا قليل الأصالة.

هل "هيجل" مخطيء في هذا؟
لا أعتقد، ببساطة نحن شعب "قشورنا" أكثر بكثير من "أصالتنا". ومع هذا فإننا نحسب بأن لدينا الخير العظيم، مع أن أي مراجعة بسيطة لابداعاتنا واسهاماتنا الحضارية سوف تقول لنا بأننا أخذنا ثلاثة أرباع ما نحسب أنه لنا ممن سبقنا من مفكري الشرق القديم (حتى القرآن نفسه هو "إعادة انتاج وتسويق" للتوراة" التي تأسست بدورها على الديانات القديمة في الشرق).

هل هناك "مفكرون" مسلمون؟
باعتقادي، أن ما نسميه "فكراً" إسلامياً ليس أكثر من "رد فعل" وليس "فعلاً". ما نطلق عليه اسم "مفكر إسلامي" ليس "مفكراً"، بمعنى أنه لا يقوم بمحاولة إدراك حقائق الأشياء من خلال حياد موضوعي وشك منهجي، بل لديه "منظومة كاملة جاهزة" من "الأفكار المسبقة" التي تقررها "النصوص المقدسة"، وكلما "تعارضت" هذه "النصوص" مع بعض "منتجات العصر الحضارية" تجد هذا "المفكر" يهب للدفاع عن "موروثه الثقافي" من خلال "تفنيد" هذه النصوص (إذا استطاع). وهذا، بالمناسبة، ما حاول أن يفعله "محمد باقر الصدر" في "فلسفتنا". فلم تجد من يحاول قراءة هذا الكتاب وتقييمه إلا أخواننا من الشيعة، عملاً بمبدأ "كل فتاة بأبيها معجبة". فحلول "محمد باقر الصدر"، أقل ما يقال عنها، أنها غير "نضيجة"، وبحاجة إلى بحوث مطولة وآلاف الصفحات من البحث والعناية والتدبر.

هل نأخذ مثالاً على هذا؟
حسناً.... لنأخذ مثالاً واحداً:
صفحة 39 * في كتابه، يطرح "الصدر" بصورة "شبه مباغتة" فكرة "الرضا الإلهي" كحل لمآسي الرأسمالية وتجنب عثرات "الاشتراكية".
أذكر بأنني عندما وصلت إلى هذا في المرة الأولى التي قرأت فيها الكتاب، أقفلته وقلت له "نم على الرف حتى تكبر". يومها لم يكن هناك انترنت بعد، ولم أكن أعلم بأن "الصدر" مهم جداً عند أخواننا "الشيعة" كي أتابع قراءته. فلقد أزعجتني حقاً هذه الغوغائية في الطرح. ولكن ليس هذا كل ما أزعجني، إذ رأيت صاحبنا يقف مع "حلول جاهزة" مسكينة، فهو يريد أن يعالج "وجع الرأس" من خلال "قطع الرجل"، ويقوم باستئصال الرئة وهو يظن بأنه يضع حداً لوجع "الزائدة الدودية".

عموماً، هذا موضوع آخر ...

واسلم لي
العلماني

* فلسفتنا، محمد باقر الصدر، دار التعارف للمطبوعات، الطبعة الخامسة عشرة 1989، بيروت، لبنان.